يلتقي النهران ، عشائر عديدة أهمها ربيعة ، من أقارب المنتفك. والحقيقة أن جميع القبائل الأخرى هي من متعلقات العشيرتين القويتين الأخيرتين.
وفي الجانب الأيمن من الفرات تقوم عشيرة عنزة ، وهي العشيرة العظيمة التي أصبحت تعرفين الشيء الكثير عنها بلا شك ، بحكم البلاد وحماية عدد من القبائل الصغيرة التي تنتشر على طول النهر من البير إلى عانة ، أو تقوم باضطهادها تبعا لما تقتضيه الأحوال والظروف. وفيما بين الحلة والسماوة تستولي على منطقة الأهوار المتكونة من فيضان الفرات ، وفي ضمنها ما تسمى بأهوار لملوم ، عشيرة الخزاعل الكبيرة التي تستمد قوتها من طبيعة البلاد التي تقطنها. وهؤلاء أناس يمتهنون الزراعة والرعي ، ويعيشون لدرجة كبيرة على ما تنتجه قطعان الجاموس الذي تربى على أدغال الأهوار الكثة ، فضلا عن كونهم متوحشين خاصين وقطاع طرق غادرين. ومن السماوة إلى البحر تعود البلاد كلها من دون منازع إلى عشيرة المنتفك (١) العظيمة التي تمتد أحيانا إلى هيت وعانة في الشمال متاخمة إلى عنزة ، وتحمي عددا من القبائل الصغيرة التي تعتمد عليها. وجميع هذه العشائر ، عدا عنزة ، من رعايا پاشوية بغداد بالاسم على الأقل.
وفي الجانب الأيسر من دجلة ، إلى شمال بغداد ، تستولي على البلاد عدة قبائل صغيرة عربية وكردية ، كل أفرادها لصوص ينهبون المسافرين ويقترفون كل نوع من أنواع السلب والإغارة. وفي جنوب بغداد ، توجد قبيلة بني لام القوية التي تصل في تجولها من أقسام سوسيانا الجنوبية إلى الكرخة (٢). وقد استولى عرب بني كعب (٣) على جميع المنطقة الكائنة ما وراء
__________________
(١) ليست المنتفك عشيرة واحدة وإنما هي جمهرة عشائرية تنتمي لها عدة قبائل كبيرة أهمها الأجود وبنو مالك والغزي.
(٢) وهي منطقة عربستان (خوزستان) التابعة لإيران في الوقت الحاضر ، والكرخة هو النهر المعروف هناك الذي يصب في نهر كارون.
(٣) يتبع القسم الأعظم من هذه العشيرة الآن إلى إيران ، وقد كانت من رعايا إمارة عربستان العربية التي كان يرأسها الشيخ خزعل.