بلصها والتحرش بها. وقد حدث الشيء نفسه حينما هاجم بعض الأعراب في النهر صديقا لنا كان مسافرا إلى الجنوب ، وطلبوا منه أن يدفع لهم رسوما اعتباطية ، لكن إطلاق النار فوق رؤوسهم وإبداء الحزم والقوة تجاههم كانا كافيين لدفع الشر عنه.
ولا غرو ، فإن إبداء شيء من الحزم لا بد أن يرجع أعراب ما بين النهرين إلى صوابهم في جميع الحالات تقريبا. لكن هذا الحزم يجب أن يصدر عن حكمة وتعقل ، وإلا فإنه قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. فإذا ما سفك أي مقدار من الدم ، وكان الخصم متفوقا في العدد ، لا بد أن تكون العواقب وخيمة والنتيجة مهلكة. وإذا لم تحصل مقاومة في مثل هذه الحالات فيندر أن يعمد الأعراب إلى القتل. وقد دلل على ذلك ما وقع لثلاثة من الإنكليز قبل سنوات قليلة ، حينما كانوا مسافرين في قافلة خرجت من بغداد إلى استانبول ، ففي موقع بالقرب من ماردين أحيطت القافلة بفريق من الأعراب المسلحين الذين طالبوا القافلة بمبلغ من المال بصفة رسم كمركي. وقد كان من الممكن أن يسوى المشكل تسوية سريعة بدفع قسم من المبلغ المطلوب ، غير أن إخواننا الثلاثة ، الذين كانوا يبعدون عن القافلة بمسافة قصيرة حينما وقع الهجوم ، استهجنوا فكرة الرضوخ للأعراب وسلبهم من قبلهم فتراجعوا إلى مرتفع من الأرض ، وسرعان ما أحاطت بهم هناك ثلة من الأعراب المدججين بالسلاح الكامل. فأعقبت ذلك تهديدات وحركات انفعالية كثيرة ، وفي خلال احتدام الغضب من الطرفين ، وبقدر مؤسف انطلقت إطلاقة من مسدس أحدهم فأصابت ابن الشيخ أو قريبه. وكانت نتيجة ذلك أن شن هجوم عاجل عليهم فقطع المسافرون المنكودو الحظ إربا إربا في لحظة واحدة.
وقد سبق أن عرفت من روايات سابقة أن هذ المعارك لا يكاد يسفك فيها دم ـ فكثيرا ما يتم الظفر ويحصل النصر من دون خسران ولا رجل واحد. لكنه يجب أن يلاحظ أنه ، بالإضافة إلى إحجام الشخص من التعرض إلى المخاطر ، هناك تقدير عام لعواقب سفك الدم وأخذ الثأر الذي يعتبر كابحا قويّا ضد أي نزوع طائش إلى العنف. على أن المعركة التي جرت مع عقيل لم تطبق فيها