التي تعطى للأدلاء الذين يأخذونهم إلى حيث يريدون. وهكذا فإن عبد الله (١) خان حينما كتب عني إلى أخيه صمد خان في سرادشت وسائر رؤساء القرى كان يرغب في أن أبعث في الطرق الواقعة داخل حدود المناطق التي يشملها حكمهم بسلامة وشرف ، وأن يفهم بأن أية قطرة من الدم قد تسيل من أحد خيولي يكون جزاؤها خمسة آلاف تومان.
٣ تشرين الثاني
وبدلالة عول خضر أغا غادرنا السليمانية في حوالي الساعة الحادية عشرة ، وبعد أن اجتزنا السهل تسلقنا الجبال الغربية التي تحيط بالوادي الطويل المسمى باسمها ، الذي ربما يبلغ إذا ما أضيف إليه سهل شهرزور سبعين إلى ثمانين ميلا في الطول. ومن قمة الممر كان يمكن للعين أن تشرف على بلاد تنفرد في غناها ، وتنحصر بين السلسلة التي كنا نقف فوقها ، وعلى قمة بارزة الشموخ تقع على مسافة غير يسيرة منا وتكون في الحقيقة الحدود الفاصلة بين البلاد المرتفعة والمنخفضة. وقد كان عليّ في الحقيقة أن أسمي الأراضي التي تقع بيننا وبينها واديا لأنها كانت أخفض من الجبال المحيطة بها ، لكنها كانت حقّا كتلة من أشد الجبال والوهاد وعورة تزينها هنا وهناك شجيرات البلوط والجوز المثمر في الأماكن التي كانت تقوم فيها القرى في يوم من الأيام ، والكروم وشجيرات الرمان والسماق التي لا تزال تنمو نموّا سريعا كثّا.
ولقد شققنا طريقنا عبر هذه البلاد الوعرة الصعبة إلى قرية كرداة التي كان من نصيبنا أن نقضي فيها ليلتنا في ذلك اليوم. فقوبلنا بكل أمارات الضيافة فيها بتأثير من أوامر الپاشا لكننا بلغنا بأن نكون على حذر تام من اللصوص الذين قيل عنهم على الأخص أنهم كثيرون نشطون فيها. ومن صفات هذه القرية أن المئة والخمسين إلى المئتي بيت التي تتكون منها يعود ما لا يقل عن ثلثها إلى سكانها اليهود. وقد ألفيت الأكراد واليهود هنا يمتزجون امتزاجا حسنا فيما بينهم.
__________________
(١) لا بد أن يكون عبد الله خان هذا من رجال الباشا في السليمانية.