من حيث النزاع والتعامل الاجتماعي ، فعليه أن يتصور ما كانت عليه الحالة في مرتفعاتنا السكوتلاندية قبل قرنين من الزمن.
أما بالنسبة للأشخاص فإن الأكراد فعالون وأقوياء ، ولا يختلفون إلّا قليلا من حيث الأساس عن جيرانهم الإيرانيين. غير أن قسمات الوجه القومية لها شكلها الخاص البارز بصورة تلفت النظر. فهيئة التقاطيع حادة ، وشكل الوجه بيضوي ، والصورة الجانبية تلفت النظر من حيث بروز عظام الأنف وتقهقر الفم والذقن ، الأمر الذي يسبغ على الشكل العام شكلا نصف دائري ، أما العيون فمتأصلة بعمق ، وهي غامقة اللون ، سريعة ومدركة. ويكون الحاجبان كثين واضحين لكنهما يميلان قليلا إلى الوراء لتكملة الشكل المفروض للصورة الجانبية. أما شكل التقاطيع العام فهو أكثر دقة ونحافة منه عند الإيرانيين الذين يكونون في العادة أقوى بنية من الأكراد. ومن النادر أن تجد الأنف الأفطس في كردستان. ويكاد يكون الفم كامل التكوين ، بأسنان لطيفة دقيقة. وتكون الأيدي والأصابع صغيرة ونحيفة. هذا ويمكن أن نقول باختصار ان هناك شيئا من الرشاقة والانسجام في الشكل الكردي ، الأمر الذي يجعل منهم أمة وسيمة مليحة ما بين أمم العالم الأخرى.
وتنطبق نفس النقاط على النساء أيضا ، بقدر ما تدل عليه الملاحظات التي أمكنني التوصل إليها ، فهن حينما يكن شابات جميلات للغاية ، لكنهن حينما يتقدمن في السن أو حتى عند ما يصلن إلى دور النضج فإن بروز التقاطيع الحاد الذي يتميزن به مع الرجال يبتعد بهن ابتعادا أكيدا عن حد الجمال ، وسرعان ما يبدو عليهن الكبر والذبول. فقد أتيحت لي فرص عدة لملاحظة هذه التفصيلات فيهن لأنهن لا يتحجبن كما تتحجب النساء الإيرانيات ، وغاية ما يصنعن من هذا القبيل هو أن يسحبن المنديل الذي يغطين به رؤوسهن إلى حيث يحجبن به الفم والذقن عن النظر. لكنني آسف لأنني لم أتمكن من متابعتهن إلى داخل البيوت حيث أستطيع وصفهن في عملهن البيتي. على أنني عندي ، بالنسبة لما أعرفه ، ما يحملني على الاعتقاد بأنهن في حياتهن ، وواجباتهن ، وأعمالهن ، يشبهن نساء القبائل الإيرانية شبها قريبا من جميع