اجتيازها. ولذلك طلب إلينا دليلنا أن نعد أسلحتنا النارية للاستعمال ونركب بحذر. على أننا استطعنا الإفلات ، كما تم لنا في عدة مناسبات من قبل ، فوصلنا قرة تبة وهي قرية صغيرة كثيرة الأوساخ بعد مسيرة عشرين ميلا. وقد ثبت أن الحيطة التي أوصانا بها مضيفنا في كفري كان لها ما يبررها ، فقد سلبت قبل أسبوع أو عشرة أيام قافلة في النهر الذي أشرت إليه. وحينما سمع بها سليم أغا في كفري ركب بنفسه مع خمسة عشر خيالا فلحق باللصوص وقتل ستة أو سبعة منهم ثم تم أسر عدد مماثل. ولأجل أن يبرهن لنا على ذلك ، على ما أحسب ، أرانا الحصان الذي ركبه حينما قام بهذا العمل الباهر. فكان كميتا جميلا يبلغ أربع سنوات من العمر ، رفض أن يبيعه على ما قال لي بمئة تومان أو ما يقابل خمسين باونا استرلينيّا. وقد كنت أنا مستعدّا لأن أدفع له ذلك المبلغ في الحال لو كان يوافق على التخلي عن ذلك الحيوان الأصيل.
وكان بودي في هذه الليلة أيضا أن أبدأ بمسيرة طويلة ، لكن علي أغا ضابط القرية صرح لي بأنه لا يستطيع أن يسمح لي بالتحرك قبل الصباح لنفس السبب الذي قدمه مضيفنا السابق ـ وهو انعدام الأمان في الطريق. فوفقت بين الرأيين بالركوب في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل ، لكننا تمنينا بعد ذلك لو تأخرنا في الركوب إلى بزوغ الفجر برغم المسافة التي قطعناها. لأننا ما إن ابتعدنا عن القرية مسافة نصف ميل حتى علمنا أننا قد نسينا رزمة من أمتعتنا فبعثنا خيالا ليأتينا بها. وحينما استفسر عنها في المنزل الذي كنا فيه أنكر صاحبه كل علم بها ، لكنه أضاف قائلا : «إن عشرة من الخيالة مروا بقرب الباب بعد أن تركتم المنزل ، وربما كانوا هم الذين أخذوا الرزمة». وحينما سأله بخوف ووجل «من أين أتوا وإلى أين توجهوا؟» أجابه قائلا : «لا أعرف ذلك ، لكنهم كانوا يتعقبونكم على ما يبدو».
فكانت هذه أخبارا غير سارة ، وكان لها تأثير مخدر واضح على دليلنا الذي بادر في الحال إلى الانحراف عن الطريق الاعتيادي وقادنا لأكثر من ساعة واحدة خلال سهل مكشوف كان على كل حال خاليا من العوائق بحيث تقدمنا في المسير من دون صعوبة. على أنه وقف أخيرا وقال : «يجب أن تكونوا على