خرائب أبنية قديمة لتشييد أبنية أخرى بها. وفي الحالات القليلة التي يكون الآجر جديدا يكون ذا مظهر نظيف مرتب لا وجود له مطلقا في الآجر القديم. ومع ذلك فحتى هذا يعد أدنى من الحجر. وشوارع بغداد ، مثل شوارع جميع المدن الشرقية الأخرى ، ضيقة غير مبلطة تقوم على جانبيها بوجه عام جدران خالية من أي شيء ، إذ نادرا ما تلاحظ الشبابيك (١) مفتوحة على الأزقة والطرق العامة ، بينما تكون أبواب الدخول المؤدية إلى المساكن صغيرة بسيطة. وتكون هذه الشوارع أكثر تعقيدا وتعرجا من كثير من شوارع المدن التركية الكبيرة. وفيما عدا بعض الأسواق وخطوطها التي تنتظم انتظاما محتملا ، وبعض الفسحات المكشوفة ، فإن داخلية بغداد عبارة عن متاهة من الأزقة والممرات.
«أما الجوامع التي تعد على الدوام أبرز المعالم في المدن الإسلامية فهي مبنية هنا بطراز يختلف عن طراز الجوامع التي شاهدتها في معظم أجزاء
__________________
(١) إن المستر فريزر صاحب الرحلة هذه قد ذكر عكس هذا في بداية هذه الرسالة. والغريب أنه هو نفسه يعمد إلى اقتباس هذا القول من بكنغهام الذي زار بغداد قبل المستر فريزر بمدة لا تتجاوز الخمس عشرة سنة ، وكانت عند مجيئه عامرة من دون أن تكون قد تعرضت لنكبة الطاعون وكارثة الفيضان التي هدمت القسم الأعظم منها (١٨٣١ م).