أما على المستوى الدولي فقد كانت تركيا في حرب مع روسيا ، وكانت فرنسا تقف إلى جانب تركيا بسبب مصالحها ، وخلافها مع روسيا وليس حبا بتركيا. نجد أصداء هذا الموقف في رحلة ديدييه ، الذي يبدو أنه غير راض عن هذا الموقف ، ويستنكره ويقول : إن تركيا لا تستحق ذلك ، يقول ديدييه : «... لقد كنت منزعجا كل الانزعاج من عدم التقدير الذي يلقاه ممثل فرنسا من ذلك التركي ، في الوقت الذي تبذل فيه فرنسا دماء أبنائها ، وذهبها من أجل تركيا ...» (١).
أما في فرنسا فقد كانت مرحلة ما يسمى الإمبراطورية الثانية (١٨٠٨ ـ ١٨٧٣ م) la Seconde Empire ، وحكم خلالها نابليون الثالث الذي أصبح في البداية رئيس جمهورية خلفا للويس نابليون بونابرت الذي أزيح عن الرئاسة بسبب خلافه مع المجلس الوطني بعد انقلاب (٢ ديسمبر ١٨٥١ م) ، وقد حول نابليون الثالث الجمهورية إلى إمبراطورية وراثية (١٨٥٢ ـ ١٨٧٠ م) ، واتخذ من الضغوط الخارجية وسيلة لإلهاء الناس فخاض عددا من الحروب (حرب القرم ١٨٥٤ ـ ١٨٥٥ م) ضد روسيا ، مما أكسب فرنسا دورا رئيسيا في أوروبا ، ولكنه خسر الحرب الفرنسية البروسية ، فخلع عن العرش عام ١٨٧٠ م. وكانت
__________________
ـ الله بن بشر النجدي الحنبلي ، حققه وعلق عليه عبد اللطيف بن عبد الله الشيخ ، ط ٤ ، دارة الملك عبد العزيز ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م ، مج ٢ ، ص ١٤٠ ؛ وانظر : مثير الوجد في أنساب ملوك نجد ، للشيخ راشد بن علي الحنبلي بن جريس ، تحقيق محمد بن عمر بن عبد الرحمن العقيل ، ط. دارة الملك عبد العزيز ١٤١٩ ه / ١٩٩٩ م ، ص ١٢٧ ـ ١٢٨ ؛ وكتاب جبران شامية ، آل سعود ماضيهم ومستقبلهم ، ص ٧٠ ـ ٧١ ؛ وانظر : الموسوعة العربية العالمية ، ج ١٠ ، ص ٩ ، وفيها : أن خالد بن سعود توفي في مكة المكرمة ١٢٧٦ ه / ١٨٥٩ م أي بعد خمس سنوات من التقائه ديدييه في جدة. أما عبد الله بن ثنيان فقد توفي سنة ١٢٥٩ ه ، وتولى بعده ابن عمه فيصل بن تركي (الولاية الثانية) بعد أن هرب من حبس مصر.
(١) انظر : الرحلة ص / ٣٠٨ / من الأصل الفرنسي. ويقول ناشر الرحلة في المقدمة : «إن هدف مؤلف الرحلة من نشرها يتحقق إذا استطاعت أن تلفت نظر العقلاء إلى الكوميديا التي تمثلها أوروبا لصالح تركيا ...».