تحدث فيه عن الأشخاص الذين قابلهم في جدة ، خصوصا مثل الوالي العثماني ، وخالد بن سعود ، وغيرهم من العسكر والتجار. ونجده في فصل آخر سماه «بعض التأملات» يتحدث عن رحلته ، وصدقه في حكاية الأحداث ، وعرض لبعض المقارنات بين العرب والأتراك ، وقال : إن الأمة العربية يحق لها الطموح إلى التخلص من الأتراك ، كما هو شأن كل الشعوب التي تخضع لسلطتهم. يحتوي الكتاب على ذكريات ديدييه الشخصية ، وملاحظاته التي كان يدونها يوميا في أثناء الرحلة بكل أمانة وإخلاص ، وعلى الرغم من أهمية الرحلة في معرفة أحوال الحجاز في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، فإننا لا نجد له ذكرا في الكتب التي تحدثت عن الرحالة في الجزيرة العربية وخصوصا كتاب مواطنته (١) جاكلين بيرين : اكتشاف الجزيرة العربية La Dcouverte de L ? Arabie (١٩٥٩ م). وقد رأينا أن بيرتون لم يشر إليه إلا في حاشية صغيرة. وقد وجدت ناصر الدين دينيه في كتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، يذكر ديدييه في الفصل الذي خصصه للحديث عن الوهابيين ، الذي وضع له عنوانا كلمة الملك عبد العزيز آل سعود ، يرحمهالله ، «لسنا أصحاب مذهب جديد» (٢). وقد أشار إلى ديدييه جورج رينتزGeorge Snavely Rentz في مصادر رسالته المعنونة : محمد بن عبد الوهاب وبداية إمبراطورية
__________________
(١) انظر : مقدمة الترجمة الإنكليزي لرحلة ديدييه ، موثق سابقا ، ص ٨. ولم يشر إليه هو غارث Hoggarth (١٩٠٤ م) ، ولا بدول Bidwell (١٩٧٦ م) ، وخصص له بيلي وندرR.Bayly Winder في كتابه : Saudi Arabia in the Nineteenth Century (١٩٧٧ م) المملكة العربية السعودية في القرن التاسع عشر ، فقرة قصيرة. وأشار إليه توماس ل. ولي Thomas L.Wolley في تمهيده للطبعة الأولى من رحلة بيرتون.
(٢) انظر : الحج إلى بيت الله الحرام ، ناصر الدين دينيه والحاج إبراهيم باعامر ، (النص الفرنسي) ، دار نشر هاشيت ، باريس ١٩٣٠ ، ص ١٩٩. وكلمة الملك عبد العزيز آل سعود المقتبسة من خطبته التي ألقاها عام ١٩٢٩ م ، خلال العشاء الذي أقامه على شرف وجهاء الحجاج في ذلك العام ، انظر بحثنا : ناصر الدين دينيه وكتابه : الحج إلى بيت الله الحرام ، الذي صدر في مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية.