هذا الجبل ، وهناك عدد من الروايات المعروفة بهذا الخصوص. وإن لضريحه ، أو ما يسمى بذلك ، مدخلا ضيقا ، لا يدخل منه الرجل المتوسط القامة إلّا بصعوبة : وإن أولئك الذين يستطيعون تجاوز المدخل يصبحون واثقين من خلاصهم ، أمّا الآخرون فإنهم لن يدخلوا الجنة أبدا. ويحكى في مصر مثل هذه الحكاية بخصوص عمودين في مسجد عمرو بن العاص في القاهرة القديمة ؛ إذ يحكي المصريون بخبث أن عباس باشا. عند ما حاول تجاوز اختبار المرور بين العمودين علق بين دعامات الاتهام ، وكانت محاولة إخراجه من بينها من الصعوبة بمكان ؛ ويستنتجون من ذلك بالطبع أنه سيعاقب في الآخرة على الجرائم التي ارتكبها في الحياة الدنيا. / ٢١٩ / انضم طاهر أفندي إلى القافلة ، وكان يمتطي بغلة كما يليق بأفندي مثله ، ورافقنا حتى الطائف. سرنا في البداية في واد عريض جدا ، محاط بعدد من الهضاب كثيرة الحجارة ، وتغطيه رمال شديدة النعومة ، وشديدة البياض ، وكانت بضع أجمات من العشب ذات اللون الأخضر الجميل تخفف من التماع الرمال ، وكانت بعض الأشجار المنتشرة في المكان تنشر ظلالا لا تقدر بثمن ، لأن الحر كان قد بدأ يشتد.
كان هناك عدد من القنوات المائية تشق الأرض ، وتذهب لتصبّ في حوض محفور في الرمال لجمع الماء. وكان هناك بعض قطعان المواشي التي ترعى في الجوار ، ثم تأتي إلى الحوض لتروي عطشها : كانت قطعان من الماعز الأسود ذي الشعر الطويل ، ومن الأغنام الجميلة البيضاء ذوات الآذان المسترخية ، ومن العجول والأبقار من ذوات الحدبات ، وهي أصغر من مثيلتها في أوروبا.
وكان هناك أطفال شبه سود ، عراة تماما ، يجرون على الرمل بين المواشي ، ورعاة يقاربونهم في السواد ، وهم مثلهم في قلة الثياب التي يرتدونها ، يكملون ، والرماح في أيديهم ، تلك القصيدة الرعوية العربية. كان لون خيامهم داكنا ، وكانت مثل خيام البدو كلهم مبعثرة بأعداد قليلة في سفح الهضاب. قدم لنا أولئك الرعاة المتجولون ، القادمون من الشرق ، والذين