القافلة. لم يكن بالإمكان بكل تأكيد أن نسافر برفقة أشخاص أكثر تقديرا من هؤلاء على أرض الإسلام المقدسة.
خرجنا من المدينة عبر الباب المقابل للباب الذي دخلنا (١) منه ، وقدّمت
__________________
ـ لعبد الله بن خميس أن اسمه القديم : مرّ الظّهران ، وهو واد من السفوح الغربية للسراة غرب الطائف ... ويسمّى عند أبي حصاني وادي (فاطمة) نسبة إلى فاطمة زوجة بركات بن أبي نميّ أو أمه أو نحوه ، ويسمى الوادي أيضا وادي (الشريف) نسبة إلى الشريف أبي نميّ الذي حكم مكة ٦٠ سنة من ٩٣٢ ـ ٩٩٢ ه ، وكان ممتلك الوادي فنسب إليه. وذكر البلادي في معجم الحجاز ٨ / ١٠٢ أنه كان في مر الظهران (٣٠٠) عين ، وأنه أدرك «٣٦» منها ... أما القرى ففي وادي مر الظهران اليوم ما يزيد على أربعين قرية ، وطوله (٢٠٨) كيلومتر. وانظر : رحلات بوركهارت ... ، موثق سابقا ، ص ٣٨. وقد ذكر البلادي في : أودية مكة المكرمة ، موثق سابقا ، ص ٩ ـ ١١ جغرافيته وتاريخه ؛ وانظر مكة المكرمة في شذرات الذهب للغزاوي ، دراسة وتحقيق لبعض المعالم الجغرافية ، اختيار وتصنيف وتحقيق د. عبد العزيز صقر الغامدي ، ود. محمد محمود السرياني ، ومعراج نواب مرزا ، مطبوعات نادي مكة الثقافي ، ١٤٠٥ ه ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩. ويبدو أن أساس ما يذكره ديدييه من أن الوادي كان صدقة فاطمة الزهراء رضياللهعنها ما جاء في كتاب عرام بن الأصبغ السلمي : أسماء جبال تهامة وسكانها ، المنشور ضمن نوادر المخطوطات ، تحقيق عبد السلام هارون ، ط. دار الجيل ، بيروت ، ج ٢ ، ص ٤٠٤ ، ١٤١١ ه / ١٩٩١ م ؛ إذ يقول عرام : «... ومنها (أي من القرى في وادي مر الظهران) ، أم العيال : قرية صدقة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... وعليها قرية يقال لها : المضيق». ويميل محققو ما جاء عن مكة المكرمة في شذرات الغزي ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩ (الحاشية) أن الوادي منسوب إلى فاطمة بنت الشريف ثقبة بن رميثة ، وقد تزوجت ثلاثة أشراف كانوا يقطنون الوادي ، وقضت شطرا كبيرا من حياتها في الوادي ... وربما تكون هي التي أعطت الوادي اسمه الحالي.
(١) لعله باب الحزم الذي يؤدي إلى قصر شبرا ، وللطائف ثلاثة أبواب هي : باب الريع ، وباب الحزم ، وباب ابن عباس. وذكر تاميزييه في رحلته (النص الفرنسي) ، ج ١ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٧٣ أن الدخول إلى الطائف عبر ثلاثة أبواب : أولها في الجهة الشمالية الغربية ويسمى : باب مكة أو السيل أو الشريف. (والثاني) : باب السلامة ، ويقع في ـ