وذكرت فيها أسماء البلدان وسائر المواضع التى وقعت اليها قبائل الطالبية شرقا وغربا ، واستوطنت بها ، وبوّبته على حروف المعجم ليسهل على من يطلب بلدا وجوده فيه ، ولا يحتاج الى تصفح أوراق الكتاب كلها ، وإنما ألفت هذا الكتاب على النظم الذى ذكرته غرضا فى أن من عسى يتورّد اصبهان وغيرها ويزعم اني طالبى. ونورد اسمه وإسم بلده ، نرجع فيه الى هذا الكتاب ، ونحقق نسبته منه.
(مثاله) ان طرأ على اصبهان طارىء من الطالبية ويقول : بلدي أندلس ، نطلب هذا البلد فى باب الألف ، وإسم من ينتسب ذلك اليه فإن كان المنسوب اليه صحيحا وجده بالشرح فى هذا الكتاب وعلى غاية الإيضاح ويعرف منه الصحيح من السقيم ، وإن كان وقوع هذا الوارد اصبهان الى أندلس محدثا ، ولم يوجد اسم من ينتسب هو اليه فى جملة من ذكر فى هذا الكتاب من المقيمين بأندلس ، سئل من أى بلد انتقالك أو انتقال والدك أو جدك الى أندلس؟ فيطلب ذلك البلد الذى يسميه بأسماء آبائه وأجداده المتوطنين كانوا هناك ، فإن وجد ذلك فهو صادق فى دعواه وإلا فهو دعي كاذب ، ثم أتحرى هذا القياس إذا أردت تصحيح نسب غريب يدعى انه طالبى وقرأت فى كتب الأنساب فلان بالعراق ، وفلان بالشام ، وفلان بخراسان ولم ينص على البلد الذى كان فيه مسقط رأسه وتربيته ، فلما كان الأمر فيه مبهما ألحقت الشام بباب الشين ، والعراق بباب العين ، وخراسان بباب الخاء ، حتى إذا (ورد وارد) (١) ويذكر أني من البلد الفلانى من ناحية الشام ، ولم يوجد إسم ذلك البلد فى هذا الكتاب طلبت اسم تلك القبيلة التى تنسب (كذا) اليها فى الشام المكتوب فى باب الشين يتضح له صورة نسبه صحيحا كان أو سقيما ، وما هو من جنس ذلك فنمر فيه على هذا القياس
__________________
(١) فى كلتا النسختين (وردوا أو ردوا) والظاهر صواب ما أثبتناه.