ثم رفع يديه ، ثم قال : أي ربّ ، إنّ عبادك قد تقرّبوا بي إليك ، فاسقهم ، قال : فانصرف الناس وهم يخوضون الماء ، قال : فقال : اللهمّ إنه شهرني فأرحني منه ، قال : فما أتت عليه جمعة حتى قتل (١) الضحّاك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله ومحمّد بن موسى ، قالا : نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الربيع بن سليمان ، نا أيوب بن سويد ، نا أبو زرعة قال :
خرج الضحّاك بن قيس ، فاستسقى بالناس ، ولم يمطروا ، ولم يروا سحابا ، فقال الضحّاك : أين يزيد بن الأسود؟ فقال : هذا أنا ، قال : قم ، فاستشفع لنا إلى الله أن يسقينا ، فقام ، فعطف برنسه على منكبيه (٢) ، وحسر عن ذراعيه ، فقال : اللهمّ إن عبيدك هؤلاء استشفعوا بي إليك ، فما دعا إلّا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه ، ثم قال : اللهمّ إنّ هذا شهرني فأرحني منه ، فما أتت بعد ذلك جمعة حتى مات.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السّمرقندي ، قالا : أنا الحسن بن أبي الحديد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو علي الحسن بن حبيب ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز أن يزيد بن الأسود قام فقال : اللهمّ إنّ خلقك بعثوني إليك وافدا ، فلا تردني خائبا ، قال : وما يرى في السماء قزعة (٣) ، فما برحوا حتى سقوا.
أخبرنا أبو محمّد المزكي ، أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة ، نا محمّد بن أبي أسامة ، عن ضمرة ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (٤) قال :
لما وقعت الفتنة قال الناس : نقتدي بهؤلاء الثلاثة : يعني يزيد بن الأسود ، ويزيد بن نمران ، وربيعة بن عمرو ، فأمّا ربيعة فقتل براهط ، وأمّا يزيد بن نمران فلحق بمروان ، وأما يزيد بن الأسود فاعتزل.
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المعرفة والتاريخ : حتى قتله الضحاك.
(٢) في «ز» : منكبه.
(٣) القزعة : قطعة من السحاب ، جمعها قزع ، بالتحريك ، كما في القاموس.
(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : الشيباني.