مسلم ، نا الوليد بن سليمان ، أخبرني حيان (١) أبو النضر قال :
دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشيّ في (٢) مرضه الذي مات فيه ، فسلم وجلس ، وأخذ أبو الأسود يمين واثلة بن الأسقع فمسح بها عينيه ووجهه .... (٣) بها موضع يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال واثلة بن الأسقع : واحدة أسألك عنها ، قال : وما هي؟ قال : كيف ظنّك بربّك؟ قال أبو الأسود ـ وأشار برأسه ـ أي حسن ، فقال واثلة : أبشر ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قال الله عزوجل : أنا عند ظنّ عبدي بي ، فليظن بي ما شاء» (٤) [١٣٢٠٥].
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا (٥) ، نا أبو خيثمة ، نا شبابة بن سوار ، عن هشام بن الغاز ، حدّثني حيّان أبو النضر (٦) قال : قال لي واثلة بن الأسقع :
قدني إلى يزيد بن الأسود ، فإنه قد بلغني أنه لما به (٧) قال : فقدته ، فدخل عليه وهو ثقيل ، وقد وجه وقد ذهب عقله ، قال : نادوه ، فنادوه ، فقلت : إنّ هذا واثلة أخوك ، قال : فأبقى الله من عقله أن سمع أن واثلة قد جاء ، قال : فمدّ يده ، فجعل يلمس بها ، فعرفت ما يريد ، فأخذت كف واثلة فجعلتها في كفّه ، وإنّما أراد أن يضع يده في يد واثلة ذاك لموضع يد واثلة من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعل يضعها مرة على صدره ، ومرّة على فيه ، فقال واثلة : ألا تخبرني عن شيء أسألك عنه كيف ظنّك بالله؟ قال : اغترقتني ذنوب لي أشفأت (٨) على هلكة ، ولكن أرجو رحمة الله ، فكبّر واثلة وكبّر أهل البيت لتكبيره ، وقال : الله أكبر ، سمعت
__________________
(١) في «ز» : خالي.
(٢) من هنا إلى قوله : «هي» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.
(٣) كذا بالأصل وم بياض ، وكتب على الهامش فيهما : بياض بالأصل.
(٤) قوله : «فليظن بي ما شاء» استدرك على هامش م ، وهذه الجملة سقطت من «ز».
(٥) من طريقه في الإصابة ٣ / ٦٧٣.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الإصابة : «حبان بن النضر» خطأ.
(٧) فوقها ضبة في «ز».
(٨) كذا بالأصل ، وفي م : «اشفان» وفي «ز» : «انبعاث» وفي المختصر : أشتات.