الجنّة ، وأبواب النار ، وزيّن الحور العين ، فاطّلعن فإذا أقبل الرجل بوجهه قلن : اللهمّ أعنه ، اللهمّ ثبّته ، وإذا أدبر احتجبن منه ، وقلن : اللهمّ اغفر له ، فأنهكوا وجوه القوم ، فدا لكم أبي وأمي ، ولا تخزوا الحور العين ، فإذا قتل كان أول نفحة من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق عن الشجرة ، وتنزل (١) إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه التراب ، وقلن : فدانا (٢) لك ، وقال لهما : فدانا (٣) لكما ، ثم كسي مائة حلة ، لو جعلها بين إصبعيه لوسعته (٤) ، ليس من نسيج بني آدم ، ولكن من نبت الجنّة.
رواه الزهري عن يزيد بن شجرة ، فزاد في إسناده رجلا ورفعه.
حدّثناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأ أبو حامد (٥) الأزهري ، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأ أبو حامد بن الشّرقي (٦) ، ثنا محمّد بن يحيى ، ثنا سعد (٧) بن عبد الحميد ، أنا عبّاس بن الفضل الأنصاري ، عن القاسم بن عبد الرّحمن الأنصاري ، عن الزهري ، عن يزيد بن شجرة عن جدار (٨) قال :
غزونا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلقينا عدونا ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أيّها الناس ، إنكم قد أصبحتم عليكم من الله نعم بين خضراء وصفراء وحمراء ، وفي البيوت (٩) ما فيها ، فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما ، فإنه ليس منكم أحد يحمل في سبيل الله إلّا نزل عليه اثنتان من الحور العين ، فإذا حمل استترتا (١٠) منه ، فإذا استشهد فأول قطرة تقع من دمه يكفر الله عنه بها كلّ خطيئة له ، يجيئان فيجلسان عند رأسه يمسحان عن وجهه التراب تقولان : يا مرحبا ففدانا (١١) لك ، ويقول هو : يا مرحبا ، ففدانا (١٢) لكما.
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : نزل ، والمثبت عن الزهد والرقائق.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «فداؤنا» وفي الزهد : «قد أنى».
(٣) كذا بالأصل ، وم ، وفي «ز» : فداؤنا ، وفي الزهد : لقد أنى.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : لوسعتاها.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : محمّد.
(٦) تحرفت في الأصل إلى : الشرفي ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٧) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ في ترجمة جدار الأسلمي ، من طريق أبي معاذ الحكمي سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، وهو ما أثبت ، وبالأصل و «ز» : «سعيد» والتصويب عن م وأسد الغابة.
(٨) الأصل : حدار ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وم ، وأسد الغابة.
(٩) في أسد الغابة : الرحال.
(١٠) الأصل : «استبدا» وفي «ز» : «اسنندا» وفي م : «اسندا» والمثبت عن أسد الغابة.
(١١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فداؤنا ... ففداؤنا» وفي م : «فقدانا» .. «فقداتا» وفي أسد الغابة : قدآن ... قدآن.
(١٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فداؤنا ... ففداؤنا» وفي م : «فقدانا» .. «فقداتا» وفي أسد الغابة : قدآن ... قدآن.