أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين بن محمّد ، نا ابن أبي خيثمة ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا أبو ضمرة (١) ، عن محمّد بن موسى بن عبد الله بن بشّار (٢) قال :
إنّي لجالس في مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم وقد حجّ في ذلك العام يزيد بن عبد الملك قبل أن يكون خليفة ، فجلس مع المقبري ، ومع ابن أبي العتاب (٣) ، إذ جاء أبو عبد الله القرّاظ ، فوقف عليه ، فقال : أنت يزيد بن عبد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فقال : أمجنون هذا؟ أمصاب؟ فذكروا له فضله وصلاحه ، قالوا : هذا أبو عبد الله القرّاظ صاحب أبي هريرة حتى رقّ له ولان ، قال : نعم ، أنا يزيد بن عبد الملك ، فقال له أبو عبد الله : ما أجملك ، إنّك لتشبه أباك إن ولّيت من أمر الناس شيئا ، فاستوص بأهل المدينة خيرا ، فأشهد على أبي هريرة لحدّثني عن حبّه وحبّي صاحب هذا البيت ، وأشار إلى بيت (٤) النبي صلىاللهعليهوسلم ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم خرج إلى ناحية من المدينة ، يقال لها بيوت السّقيا ، وخرجت معه ، فاستقبل القبلة ، ورفع يديه حتى إنّي لأرى بياض ما تحت منكبيه ، فقال : «إنّ إبراهيم نبيك وخليلك دعاك لأهل مكّة ، وأنا نبيّك ورسولك أدعوك لأهل المدينة ، اللهمّ بارك لهم في مدّهم وصاعهم ، وقليلهم وكثيرهم ، ضعفي ما باركت لأهل مكّة ، اللهمّ ارزقهم من هاهنا وهاهنا ، وأشار إلى نواحي الأرض كلها ، اللهمّ من أرادهم بسوء فأذبه كما يذوب الملح في الماء» ، ثم التفت إلى الشيخين فقال : ما تقولان؟ فقالا : حديث معروف مروي (٥) ، وقد سمعنا أيضا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من أخافهم فقد أخاف ما بين هذين» وأشار كلّ واحد منهم إلى قلبه [١٣٢٨٤].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو الحسن الحمّامي ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٧٩.
(٢) الأصل وم و «ز» : يسار ، والمثبت عن تاريخ الإسلام.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» والمختصر ، وفي تاريخ الإسلام : ابن أبي الغياث.
(٤) في تاريخ الإسلام : وأشار إلى الحجرة».
(٥) رواه مسلم في كتاب الحج ، باب فضل المدينة ، رقم ١٣٦٨.