الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله ، حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا لا يدرون ما أبكانا (١) ، فلربما أضجر من ذلك امرأتي ، فتقول : يا ويحها ، ما خصت به معك من طول الحزن في هذه الحياة الدنيا ، ما تقر لي معك عين.
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين [أنا أبو الحسين](٢) بن الطّيّوري ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان (٣) الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا سويد ـ هو ابن عبد العزيز (٤) ـ قال : رأيت يزيد بن مرثد في السوق وفي يده عرق (٥) ورغيف يأكل ، وكان طلب للقضاء ففعل ذلك حتى تخلص.
[قال ابن عساكر :](٦) سويد لم يدرك يزيد بن مرثد ، وإنما روى هذه القصة عن الوضين بن عطاء عن يزيد.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ـ إجازة ـ أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ـ في كتابه ـ ثنا أحمد بن هارون ، نا أحمد بن منصور ، نا محمّد بن وهب ، نا سويد بن عبد العزيز ، عن الوضين بن عطاء قال :
أراد الوليد بن عبد الملك أن يولي يزيد بن مرثد القضاء ، فبلغ ذلك يزيد ، فلبس فروة قد قلبها ، فجعل الجلد على ظهره والصوف خارجا ، وأخذ بيده رغيفان وعرق لحم ، وخرج بلا رداء ، ولا قلنسوة ولا نعل ولا خف وجعل يمشي في الأسواق ويأكل الخبز واللحم ، فقيل للوليد : إن يزيد بن مرثد قد اختلط ، وأخبر بما فعل فتركه.
أخبرنا (٧) أبو الحسن علي بن المسلم ، وعلي بن زيد ، قالا : أنا نصر بن إبراهيم ـ زاد ابن المسلم : وعبد الله بن عبد الرزّاق قالا : ـ أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد
__________________
(١) في «ز» : أبكاني.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، وم.
(٣) في «ز» : إسحاق.
(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٧٥.
(٥) العرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أن تجعل زنبيلا.
(٦) زيادة منا.
(٧) كتب فوقها في «ز» : «ح س» بحرف صغير.