جعفر الحرفي (١) ، نا أبو سعيد عبد الله بن الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثني يحيى بن عبد الله البابلتّي ، نا عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، حدّثني يزيد الرّقاشي ، عن أنس بن مالك قال :
ذكروا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجلا ، فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة ، ثم إن الرجل طلع عليهم فقالوا : يا رسول الله ، هذا الرجل الذي كنا نذكر ، قال : «فو الذي نفسي بيده إنّي لأرى في وجهه سفعة من الشيطان» ، ثم أقبل فسلّم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل حدّثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم خير منك؟» قال : نعم ، قال : فانطلق فاختط مسجدا ، وصفّ بين قدميه يصلي فيه [فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيكم يقوم إليه فيقتله؟» قال : قال أبو بكر ، أنا ، فانطلق ، فوجده قائما يصلّي](٢) ، فهاب أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : «ما صنعت؟» قال : وجدته يا رسول الله قائما يصلّي ، فهبت أن أقتله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيكم يقوم فيقتله؟» فقال علي : أنا ، فقال : «أنت إن أدركته» ، فانطلق ، فوجده قد انصرف ، فرجع إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : ما صنعت ، فقال : وجدته يا رسول الله قد انصرف ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا أول قرن خرج من أمّتي ، لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمّتي» ، وقال : «إن بني إسرائيل تفرّقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإنّ أمّتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا فرقة واحدة» [١٣١٩٠].
قال يزيد الرّقاشي : وهي الجماعة (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بيان الزينبي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، نا الحسن بن علوية القطّان سنة ست وتسعين ومائتين.
ح قال : ونا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن عبيد الدقّاق العسكري ، وأبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد الوضّاح السمسار الحرفي (٤) جميعا سنة إحدى وسبعين
__________________
(١) تحرفت في «ز» إلى : الخرقي. وبدون إعجام بالأصل وم.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.
(٣) رواه أبو نعيم من طريق آخر عن يزيد بن أبان ، حلية الأولياء ٣ / ٥٢ ـ ٥٣.
(٤) بالأصل وم و «ز» : الحربي.