صبيح بن السمّاك ، نا الهيثم بن جمّاز (١) قال :
دخلت على يزيد الرّقاشي وهو يبكي في يوم حار ، وقد عطّش نفسه أربعين سنة ، فقال لي : أدخل نبك ـ وفي حديث للبيهقي : تعال نبكي ـ على الماء البارد في اليوم الحار ، حدّثني أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كلّ من ورد القيامة عطشان» [١٣١٩٣].
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي.
ح وأخبرنا أبو المعالي ثعلب (٢) بن جعفر ، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي ، قالا : أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال الحنائي ، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن الجصاص الدّعّاء ، نا السّري بن عاصم ، نا محمّد بن السمّاك المذكّر ، نا الهيثم بن جمّاز (٣) قال :
دخلت على يزيد الرّقاشي في يوم شديد حرّه ، وهو يبكي ، فقال لي : ادخل يا هيثم ، ادخل ، تعال نبكي على الماء البارد في اليوم الحار ، حدّثني أنس بن مالك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كلّ من ورد القيامة عطشان» (٤) [١٣١٩٤].
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا محمّد بن عمران الأخنسي (٥) ، حدّثني جابر بن نوح ، نا الأعمش.
أن يزيد الرّقاشي كان ينوح على نفسه وهو يقول : يا يزيد ، إذا متّ من يتصدّق عنك؟ يا يزيد إذا متّ من يصوم عنك؟ ثم يقول : وا يزيداه ، إنّما سمي نوح لأنه ناح على نفسه ، ويزيد لا ينوح على نفسه؟!
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو بكر البرقاني ، أنا
__________________
(١) في «ز» : «جمار» وفي م : «حمار» والصواب ما أثبت ، وفي تهذيب الكمال : «جماز». وهو الهيثم بن جماز البصري. ترجمته في الجرح والتعديل ٤ / ٢ / ٨١ وفي حلية الأولياء : الهيثم بن حماد.
(٢) تحرفت في «ز» إلى : «تغلب» قارن مع مشيخة ابن عساكر ٣٧ / أ.
(٣) انظر ما مرّ قريبا.
(٤) زيد بعدها في حلية الأولياء : إلّا من أظله الله في ظل عرشه ذلك اليوم.
(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٧.