استبشرت ، وبأيّ إخوانك اغتبطت ، قال : ثم يبكي حتى تبل عمامته ويقول : استبشر (١) والله بأعماله الصالحة ، واغتبط والله بإخوانه المتعاونين على طاعة الله.
قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني أبو معمر التنوري (٢) ، حدّثني ربيع أبو محمّد قال : كان يزيد الرّقاشي يبكي حتى يسقط ، ثم يستفيق ثم يسقط ، فيحمل مغشيا عليه إلى أهله ، وكان يقول في كلامه : إخوتي ، ابكوا قبل يوم البكاء ، ونوحوا قبل يوم النياحة ، وتوبوا قبل انقطاع التوبة ، إنّما سمّي نوحا لأنه كان (٣) نواحا ، فنوحوا يا معشر الكهول والشبان على أنفسكم ، وكان يتكلم والدموع جارية على لحيته وخدّيه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ الخطيب (٤) ، أنا القاضي أبو سعد أحمد بن علي بن القاسم بن العبّاس بن الفضل بن شاذان الرازي ـ بها ـ نا أبي ، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي ، نا محمّد بن الحسين البرجلاني (٥) ، نا موسى بن هلال ، نا صالح بن عمران البكري قال : سمعت يزيد الرّقاشي يقول : بلغني أنّ الميت إذا وضع في قبره احتوشته أعماله ، ثم أنطقها الله ، فقالت : أيها العبد المتفرد في حفرته ، انقطع عنك الأخلّاء والأهلون ، ولا أنيس لك اليوم غيرنا ، قال : ثم يبكي يزيد ويقول : فطوبى لمن كان أنيسه صالحا ، والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا.
أخبرنا بها عالية أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا محمّد بن موسى بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الصفّار ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، فذكرها مثلها.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الهمداني ، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني ـ ببغداد ـ أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، نا الحسين بن صفوان البردعي.
__________________
(١) بالأصل : «استبشرت» والمثبت عن «ز» ، وم.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٧٩.
(٣) بالأصل : «كان ينوح نواحا» والمثبت عن «ز» ، وم ، وتهذيب الكمال.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٤٢٠ في ترجمة محمّد بن يحيى بن عمر الواسطي.
(٥) هذه النسبة إلى محلة البرجلانية.