وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلّها بالفاروق ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) (١) بالسيف ، وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر : يا أهل الهدى اجتمعوا ، وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق : يا أهل الباطل اجتمعوا ، ومن الغد عند الظهر تتلوّن الشمس وتصفرّ فتصير سوداء مظلمة ، ويوم الثالث يفرّق الله بين الحقّ والباطل وتخرج دابة الأرض وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له تمليخا وآخر حملاها وهما الشاهدان المسلمان للقائم (عج) (٢).
الآية الثالثة عشرة : من سورة النحل قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٣) عن غيبة النعماني عن عباية بن ربعي قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنّا فسمعته يقول : حدّثني أخي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّي خاتم ألف نبي وانّك خاتم ألف وصي وكلّفت ما لم يكلّفوا فقلت : ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين ، فقال : ليس حيث تذهب يا ابن أخي والله لأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وإنّهم ليقرءون منها آية في كتاب الله عزوجل وهي (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) وما يتدبّرونها حقّ تدبّرها. ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة ، قلنا : هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء؟ فقال : صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها (٤).
الآية الرابعة عشرة : من سورة العنكبوت قوله تعالى : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ
__________________
(١) سورة الأنبياء : ١٥.
(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ٢٧٥ ح ١٦٧ باب ٢٥.
(٣) النمل : ٨٢.
(٤) غيبة النعماني : ٢٥٨ ح ١٧ باب ١٤.