يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (١) روى المفيد في الإرشاد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : ايكون ما تمدّون إليه أعناقكم حتّى تميّزوا وتمحّصوا فلا يبقى منكم إلّا الأندر ثمّ قرأ قوله : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ثمّ قال : من علامات الفرج حدث يكون بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب (٢).
الآية الخامسة عشرة : قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) (٣) في غيبة النعماني عن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تعالى ملكا إلى سماء الدنيا فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور ونصب لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي والحسن والحسين عليهالسلام منابر من نور فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيّون والمؤمنون وتفتح أبواب السماء فإذا زالت الشمس قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا ربّ ميعادك الذي وعدت في كتابك (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، ويقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك ، ثمّ يخرّ محمّد وعلي والحسن والحسين عليهالسلام سجّدا ثمّ يقولون : يا ربّ اغضب فإنّه قد هتك حريمك وقتل أصفياؤك واذل عبادك الصالحون فيفعل الله ما يشاء وذلك يوم معلوم (٤).
الآية السادسة عشرة : قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (٥) في كتاب المحجّة للسيّد هاشم البحراني برّد الله مضجعه عن أبي جعفر عليهالسلام : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة وذكر حديثا طويلا يتضمّن غيبته وظهوره ، إلى أن قال : فيدعو الناس ـ يعني القائم ـ إلى كتاب الله وسنّة نبيّه والولاية لعلي بن أبي طالب عليهالسلام والبراءة من عدوّه ولا يسمّي أحدا حتّى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله فتأخذهم من تحت أقدامهم ، وهو قول الله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) يعني بقائم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى آخر السورة ، فلا يبقى منهم إلّا رجلان يقال لهما وتر ووتير من مراد ، وجوههما في أقفيتهما
__________________
(١) سورة العنكبوت : ١ ـ ٢.
(٢) الإرشاد : ٢ / ٣٧٥ باب ذكر علامات قيام القائم.
(٣) سورة النور : ٥٥.
(٤) غيبة النعماني : ٢٧٦ ح ٥٦ باب ١٤.
(٥) سورة سبأ : ٥١ ـ ٥٢.