عن المجلسي رحمهالله عن الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة من تأليفات قطب الدين الكيدري أو الشهيد الثاني قال : وجد بخط الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام على ظهر الكتاب قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوّة والولاية ودرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة والهداية ونحن ليوث الوغى وغيوث الندى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد والحوض في الآجل ، أسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيّين ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم ، فالكليم ألبس الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء روح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ، شيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا ، وعلى الظلمة إلبا وعونا سيفجّر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى مجتمع النيرين لتمام الروضة والطواسين من السنين (١).
أقول : ليس المراد بالطواسين حروفها ، بل المراد طاسين ثلاث إحداها بلا ميم واثنين مع الميم ولا يحسب الألف والواو واللام منه عكس الألف واللام من الروضة فإنّه يحسب والهاء آخر الروضة ليس من قبيل تاء قرشت بل هو هاء هوز فعلى ذلك نحسب واو والطواسين ال روض ٥ وط ط ط س س س م م يصير ألف وخمسة وثلاثين وثلاثمائة.
أقول : يمكن أن تكون الحمرة الواقعة في الخبر وقعت في السابق كما ذكر السيّد العالم النسّابة العلّامة بهاء الملّة والدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي قدسسره استاذ أبي العبّاس أحمد بن فهد الحلّي في الكتاب الموسوم ب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية : قد ظهرت ليلة الاثنين خامس جمادى الاولى سنة اثنين وسبعين وسبعمائة بعد العشاء الآخرة حمرة عظيمة أضاءت لها أقطار السماء وكان خروجها ، وانتشرت حتّى ملكت نصف الافق وشاهدها كثير من الناس بالمشهد الشريف الغروي سلام الله على مشرّفه. وحكى لي الشيخ الصالح حسون بن عبد الله أنّه كان تلك الليلة بعذار زبيد ، فلمّا ظهرت هذه الحمرة وعلا ضوؤها توهّم العذار أنّ ذلك حريق عظيم في بعض جمايعهم فقاموا فزعين يتعرّفون ذلك فشاهدوا الحمرة وفيها أعمدة بيض عدّها جماعة منهم فكانت خمسا وعشرين عمودا ولله عاقبة الامور (٢).
__________________
(١) البحار : ٢٦ / ٢٦٤ ح ٥٠.
(٢) خاتمة المستدرك : ٢٠ / ٣٠١ وفيه : حسن بدل : حسون.