يزالون به حتّى يخرج على القائم فيقاتله فيقتله الحجّة ولا يزال يبعد أصحابه في أقطار الأرض حتّى يستقيم له الأمر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويستقرّ في الكوفة ويكون مسكن أهله مسجد السهلة ومحلّ قضائه مسجد الكوفة ومدّة ملكه سبع سنين يطول الأيّام والليالي حتّى تكون السنة بقدر عشر سنين لأنّ الله سبحانه يأمر الملك باللبوث فتكون مدّة ملكه سبعين سنة من هذه السنين فإذا مضى منها تسع وخمسون سنة خرج الحسين عليهالسلام في أنصاره الاثنين والسبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء وملائكة النصر والشعث الغبر الذين عند قبره فإذا تمّت السبعون السنة أتى الحجّة الموت فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ولها لحية كلحية الرجل بهاون صخر من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق فإذا مات تولّى تجهيزه الحسين عليهالسلام ثمّ يقوم بالأمر ويحشر له يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ومن معه يوم كربلاء ومن رضي بأفعالهم من الأوّلين والآخرين فيقتلهم الحسين ويقتصّ منهم ويكثر القتل في كلّ من رضي بفعلهم أو أحبّهم حتّى يجتمع عليه أشرار الناس من كلّ ناحية ويلجئونه إلى البيت الحرام فإذا اشتدّ به الأمر خرج السفّاح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لنصرته مع الملائكة فيقتلون أعداء الدين ويمكث علي مع ابنه الحسين عليهالسلام ثلاثمائة سنة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ثمّ يضرب على قرنه الأيسر ويقتل ـ لعن الله قاتله ـ ويبقى الحسين عليهالسلام قائما بدين الله ومدّة ملكه خمسون ألف سنة حتّى ليربط حاجبه بعصابة من شدّة الكبر ويبقى أمير المؤمنين عليهالسلام في موته أربعة آلاف سنة أو ستّة آلاف سنة أو عشرة آلاف سنة على اختلاف الروايات ، ثم يكرّ علي في جميع شيعته لأنّه عليهالسلام يقتل مرّتين ويحيى مرّتين ، قال عليهالسلام : أنا الذي أقتل مرّتين وأحيى مرّتين ولي الكرّة بعد الكرّة والرجعة بعد الرجعة والأئمّة يرجعون حتّى القائم (عج) لأنّ لكلّ مؤمن موتة فهو في أوّل خروجه قتل ولا بدّ أن يرجع حتّى يموت ، ويجتمع إبليس مع جميع أتباعه ويقتلون عند الروحاء قريبا من الفرات فيرجع المؤمنون القهقرى حتّى تقع منهم رجال في الفرات ، وروي ثلاثون رجلا ، فعند ذلك يأتي تأويل قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) (١) رسول الله ينزل من الغمام وبيده حربة من نار فإذا رآه إبليس هرب فيقول أنصاره : أين تذهب وقد
__________________
(١) سورة البقرة : ٢١٠.