والغلاء وأمّا الهرات يخرّبها المصري وأمّا القرية تخرّب من الرياح وأمّا حلب تخرّب من الصواعق وتخرّب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرّب الصقالبة من الحوادث وتخرّب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدّة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء ، وأمّا بيت المقدس فإنّه محفوظ إلى يأجوج ومأجوج لأنّ بيت المقدس فيه آثار الأنبياء ، وتخرّب مدينة رسول الله من كثرة الحرب وتخرّب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع ثمّ يخرج يأجوج ومأجوج وهم صنفان : الصنف الأوّل طول أحدهم مائة ذراع وعرضه سبعون ذراعا ، والصنف الثاني طول أحدهم ذراع وعرضه ذراع يفترش أحدهم اذنيه ويلتحف بالاخرى وهم أكثر عددا من النجوم فيسيحون في الأرض فلا يمرّون بنهر إلّا وشربوه ولا جبل إلّا لحسوه ولا وردوا على شط إلّا نشفوه ، ثمّ بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر وصوف وشعر وريش من كلّ لون ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض وتنكت وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقى المؤمن مؤمنا والكافر كافرا ثمّ ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق وقالوا له : يا مولانا يا أمير المؤمنين نفديك بالآباء والامّهات بيّن لنا كيف تقوم الساعة وأخبرنا بدلالاتها وعلاماتها ، فقال عليهالسلام : من علامات الساعة يظهر صائح في السماء ونجم في السماء له ذنب في ناحية المغرب ويظهر كوكبان في السماء في المشرق ثمّ يظهر خيط أبيض في وسط السماء وينزل من السماء عمود من نور ثمّ ينخسف القمر ثمّ تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرّها شجر البراري والجبال ثمّ تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمّد حتّى تشوي وجوههم وأبدانهم ثمّ يظهر كفّ بلا زند وفيها قلم يكتب في الهواء والناس يسمعون صرير القلم وهو يقول : واقترب الوعد الحقّ فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ، فتخرج يومئذ الشمس والقمر وهما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة ، التاجر في بيعه والمسافر في متاعه والثوب في مسداته والمرأة في غزلها (١) وإذا كان الرجل بيده طعام فلا يقدر يأكله ، ويطلع الشمس والقمر وهما أسودا اللون
__________________
(١) في بعض النسخ : نسجها.