ثناياه نور كالبرق الساطع ، على رأسه تاج من نور راكب على أسد من نور ، إن يقل للشيء كن فيكون بقدرة الله تعالى ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ويميت الأحياء وتسفر الأرض له عن كنوزها ، حوى حكمة آدم ووفاء إبراهيم وحسن يوسف وملاحة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل من ورائه والغمام من فوق رأسه والنصر من بين يديه والعدل تحت أقدامه ويظهر للناس كتابا جديدا وهو على الكافرين صعب شديد يدعو الناس إلى أمر من أقرّ به هدي ومن أنكره غوى ، فالويل كلّ الويل لمن أنكره رءوف بالمؤمنين شديد الانتقام على الكافرين ويستدعي إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤساء دين النصارى وعلماءهم ويحضر التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ويجادلهم على كلّ كتاب بمفرده يطلب منهم تأويله ويعرفهم تبديله ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله ثمّ يرجع بعد ذلك إلى هذه الأمّة شديدة الخلاف قليلة الائتلاف وسيدعى إليه من سائر البلاد الذين ظنّوا أنّهم من علماء الدين وفقهاء اليقين والحكماء والمنجّمين والمتفلسفين والأطبّاء الضالّين والشيعة المذعنين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون ويتلو عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، يتّضح للناس الحقّ وينجلي الصدق وينكشف المستور ويحصل ما في الصدور ويعلم الدار والمصير ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم ، يهدي إلى صراط المستقيم ويكشف الغطاء عن أعين الأثماء ويشيد القياس ويخمد نار الخناس (١) ويقرض الدولة الباطلة ويعطل العاطل ويفرق بين المفضول والفاضل ويعرف للناس المقتول والقاتل ويترحّم عن الذبيح ويصح الصحيح ويتكلّم عن المسموم وينبّه الندم ويظهر إليه المصون ويفتضح الخئون وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمّموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس همّوا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمّموه أم جاء نبي بعده فاتّبعوه أم القوم كانوا صوامت على عهده ، فلمّا قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصّل إلّا أوضحه وبيّنه حتّى لا تكون فتنة للذين آمنوا
__________________
(١) الخناس اسم الشيطان (مجمع البحرين : ١ / ٧٦٠) والخناس داء يصيب الزرع (تاج العروس : ٤ / ١٤٣).