قال : نعم وأنتم على الحقّ ومعه تكونون ، يا جابر كيف بكم إذا صاح الناقوس] (١) وأشار إلى الحسين عليهالسلام وقد نار نوره بين عينيه فأحضره بوقته بحنين طويل يزلزلها ويخسفها وصار معه المؤمنون من كلّ مكان وأيم الله لو شئت سمّيتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم الوقت المعلوم ، ثمّ قال : يا جابر أنتم مع الحق ومعه تكونون وفيه تموتون ، يا جابر إذا صاح الناقوس وكبس الكابوس وتكلّم الجاموس فعند ذلك عجائب وأي عجائب ، إذا أنار النار بأرض نصيبين وظهرت راية العثمانية بوادي سود واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا وصبا كل قوم إلى قوم واختلفت المقالات وحركت عساكر خراسان وتبع شعيب (٢) بن صالح التميمي من بطن طالقان وبويع لسعيد السقوسي بخوزستان وعقدت الراية لعماليق كردان وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سفيان فتوقعوا ظهور مكلّم موسى من الشجرة على الطور فيظهر ، هذا ظاهر مكشوف ومعاين موصوف ، ألا وكم عجائب تركتها ودلائل كتمتها لا أجد لها حملة ، أنا صاحب إبليس بالسجود ومعذّبه وأنا معذّب جنوده عند التكبّر من السجود وأنا رافع إدريس مكانا عليا أنا منطق عيسى في المهد صبيا أنا مؤذن الميادين وواضح الأرض أنا قاسمها أخماسا فجعلت خمسا برا وخمسا بحرا وخمسا جبالا وخمسا عمارا وخمسا خرابا أنا خرقت القلزم من الرحيم وخرقت العقيم من الحميم وخرقت كلّا من كل وخرقت بعضا من بعض أنا طيبوثا أنا جاينوثا أنا البارجلون أنا عليوثوتا أنا المشرف على البحار في قواليم أقاليم الزخار عند التيار حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من الخيل والرجل فأتخذ ما أحببت وأترك ما أردت ، ثمّ أسلّم إلى عمّار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم على كل أدهم منها محب لله ولرسوله ، مع كل واحد اثنا عشر ألف كتيبة لا يعلم عددها (٣) إلّا الله الذي خلقها وأعلم عددها ، ألا فأبشروا فأنتم نعم الإخوان ، ألا وإنّ لكم بعد الحين طرقة تعلمون بها بعض البيان وينكشف لكم صنائع البرهان عند طلوع بهرام وكيوان على دقائق الاقتران فعندها تتواتر الهدات (٤) والزلازل وتقبل الرايات من شاطئ جيحون إلى بلاد بابل.
__________________
(١) زيادة من نسخة ثانية.
(٢) في بعض النسخ : وبويع لشعيب.
(٣) في بعض النسخ : لا يعدّها.
(٤) في بعض النسخ : الفترة.