أنا مبرج الأبراج وعاقد الرتاج ومفتح الأفراج وباسط الفجاج أنا صاحب الطور يوم التجلّي لموسى بن عمران أنا كاشف لما خرّ موسى صعقا ، أنا ذلك النور الظاهر أنا صاحب موسى أنا صاحب المأوى أنا ذلك البرهان الباهر وإنّما كشف لموسى شقص من شقص الذر من المثقال وكل ذلك بعلم الله ذي الجلال ، أنا صاحب جنّات عدن والخلود أنا مجري الأنهار من ماء تيّار وأنهار من لبن وأنهار من عسل مصفى وأنهار من خمر لذّة للشاربين. أنا قاسم الجنان أنا دارس الإسلام أنا آخر الوقت أنا حميت جهنّم وسمّيتها جحيم وسجيل وجعلتها طبقات فمنها السعير والثبور أعددتها للمنافقين واخرى عميوس أعددتها للظالمين أنا أودعت ذلك كلّه وادي برهوت وهو الفلق وربّ ما فلق ويخلد فيها الجبت والطاغوت ومن عبدهما ومن كفر بذي العزّ والجبروت الحي الذي لا يموت ، أنا الجنان الموصوفات بوادي السلام والدار الخلد أنا صانع الأقاليم والمنزل البركات من الله الحكيم العليم ، أنا الكلمة التي بها تمّت الامور ودهرت الدهور أنا جعلت الأقاليم أرباعا والجزائر سبعا فإقليم الجنوب معدن البركات وإقليم الشمال معدن السطوات وإقليم الصبا معدن الزلازل وإقليم الدبور معدن الهلكات فاستعيذوا من مهب الدبور (١) فمن هناك الصرصر الدبور بها أهلكت المتمرّدين حتّى جعلتهم كالرميم وأفنيت الأوّلين الذين تمرّدوا بالطغيان ، ألا ويل لمدائنكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيعذبونكم إذا قضى من مضى من الجبابرة الذين لم يحسنوا سياسة المسلمين ، إذا مضى الكهب والكهيب والكشير والقنير والنعمان والشصيبان والمكسور والكرشون والشفصبان والحوصبان والهولب والأقتم والشهيط والنخيط هو قاتل الأقران ومفتي الشجعان ويأتي بعده الأديل والأميل والصعلوك والصبي الدعوك يملك ويستوعب ويسير الآجال ويكثر الشدائد في دولة السلطان والنسوان ، ثمّ يأتي بعد ذلك البهلول الأيدح (٢) الأنددي الأريح (٣) المشئوم يومه ، يظهر من بعده النوش (٤) وينشو العبوس ؛ إذ الأمر إلى العبد المعروف بالأرحب ومثله لما في الأرعب واسترعاها الديار وأسلمها العصيان وصارت إلى الصبيان فعند ذلك يتوقّع شنارها (٥) ويكثر نفارها وترتج
__________________
(١) الريح الدبور : الريح التي يقابل الصبا تهب من ناحية المغرب (مجمع البحرين : ٢ / ٩).
(٢) الأيدح : الباطل (لسان العرب : ٢ / ١٢٧١).
(٣) الأريح : الواسع من كل شيء.
(٤) النوش : التناول (كتاب العين : ٦ / ٢٨٦).
(٥) الشنار : أشد العار.