وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأوّل من ستين ومائتين وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة بشاطئ دجلة ، بناها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضالّ الملقّب بالمتوكّل وهو المتأكل لعنه الله تعالى وهو مدينة تدعى بسر من رأى وهي ساء من رأى يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ولا يراه المشكّك المرتاب وينفذ فيها أمره ونهيه ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيلقاه هناك من يسعده الله بالنظر إليه ثمّ يغيب في آخر يوم من سنة ست وستّين ومائتين فلا تراه عين أحد حتّى يراه كل أحد وكل عين ، قال المفضّل : قلت يا سيدي فمن يخاطبه ولم يخاطب؟
قال الصادق عليهالسلام : تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ويخرج أمره ونهيه إلى ثقاته وولاته ووكلائه ويعقد ببابه محمد بن نصير النميري في يوم غيبته بصابر ثمّ يظهر بمكّة ، والله يا مفضل كأنّي أنظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى رأسه عمامة صفراء وفي رجليه نعل رسول الله المخصوفة وفي يده هراوته ، يسوق بين يديه أعنزا عجافا حتّى يصل بها نحو البيت ليس ثمّ أحد يعرفه ويظهر وهو شاب.
قال المفضّل : يا سيدي يعود شابّا أو يظهر في شيبة؟ فقال عليهالسلام : سبحان الله وهل يعرف ذلك يظهر كيف شاء وبأيّ صورة شاء إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجده وجلّ ذكره ، قال المفضّل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟
قال عليهالسلام : يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده ويلج الكعبة وحده ويجن عليه الليل وحده ، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل والملائكة صفوفا فيقول له جبرئيل : يا سيدي قولك مقبول وأمرك جائز فيمسح يده على وجهه ويقول : الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ، ويقف بين الركن والمقام فيصرخ صرخة فيقول : يا معاشر نقبائي وأهل خاصّتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض ائتوني طائعين ، فترد صيحته عليهم وهم في محاريبهم وعلى فرشهم في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في اذن كلّ رجل فيجيبون نحوها ولا يمضي لهم إلّا كلمحة بصر حتّى يكون كلّهم بين يديه بين الركن والمقام فيأمر الله عزوجل النور فيصير عمودا من السماء إلى الأرض فيستضيء به كلّ مؤمن على وجه