الأرض ويدخل عليه نور من جوف بيته فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهمالسلام ثمّ يصبحون وقوفا بين يديه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدّة أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر.
قال المفضل : يا مولاي وسيّدي فاثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين بن علي يظهرون معهم؟ قال : يظهر منهم أبو عبد الله الحسين بن علي عليهالسلام في اثني عشر ألفا مؤمنين من شيعة علي وعليه عمامة سوداء.
قال المفضّل : يا سيدي فبغير سنّة القائم بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه؟
فقال عليهالسلام : يا مفضّل كلّ بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة ، لعن الله المبايع لها والمبايع له ، بل يا مفضّل يسند القائم ظهره إلى الحرم ويمدّ يده فترى بيضاء من غير سوء ويقول : هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثمّ يتلو هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) (١) الآية ، فيكون أوّل من يقبّل يده جبرئيل ثمّ يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجنّ ثمّ النقباء ويصبح الناس بمكة فيقولون : من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة؟ وما هذا الخلق الذي معه؟ وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم نر مثلها؟ فيقول بعضهم لبعض : هذا الرجل هو صاحب العنيزات ، فقال بعضهم : انظروا هل تعرفون أحدا ممّن معه؟ فيقولون : لا نعرف أحدا منهم إلّا أربعة من أهل مكّة وأربعة من أهل المدينة وهم فلان وفلان ويعدّونهم بأسمائهم ، ويكون هذا أوّل طلوع الشمس في ذلك اليوم فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من في السماوات والأرضين : يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ويسمّيه باسم جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويكنيه وينسبه إلى أبيه الحسن الحادي عشر إلى الحسين بن علي صلوات الله عليهم أجمعين ، بايعوه تهتدوا ولا تخالفوا أمره فتضلّوا ، فأوّل من يقبّل يده الملائكة ثمّ الجنّ ثمّ النقباء ويقولون سمعنا وأطعنا ولا يبقى ذو اذن من الخلائق إلّا سمع ذلك النداء وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبحر والبر يحدّث بعضهم بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم ، فإذا دنت الشمس للغروب صرخ صارخ من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ربّكم بوادي اليابس من أرض فلسطين وهو عثمان بن
__________________
(١) سورة الفتح : ١٠.