وتسلّط أئمّة الجور وغلبتهم إلى زمان القائم وصار ذلك سببا لكفر من كفر وضلال من ضلّ وفسق من فسق ؛ لأنّ الإمام مع اقتداره واستيلائه وبسط يده يمنع جميع ذلك ، وعدم تمكّن أمير المؤمنين من بعض تلك الامور في أيّام خلافته كان لما أتياه من الظلم والجور ، وأمّا ما تقدّم عليهما فلأنّهما راضيان بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحقّ عن مقامهم وما يترتّب على ذلك من الفساد ، ولو كانا منكرين لذلك لم يفعلا مثل فعلهم وكلّ من رضي بفعل فهو كمن أتاه كما دلّت عليه الآيات الكثيرة حيث نسب الله تعالى فعل آباء اليهود إليهم وذمّهم عليها لرضاهم بها ولا يبعد أن يكون لأرواحهم الخبيثة مدخلا في صدور تلك الامور عن الأشقياء كما أنّ أرواح الطيبين من أهل الرسالة كانت مؤيّدة للأنبياء والرسل ، معينة لهم في الخيرات ، شقيقة لهم في دفع الكربات).
ثمّ يأمر بهما فيقتصّ منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثمّ يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثمّ يأمر ريحا فتنسفهما في اليمّ نسفا.
قال المفضّل : يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟
قال عليهالسلام : هيهات يا مفضل والله ليردنّ وليحضرن السيّد الأكبر أمير المؤمنين عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما لجميعهم حتّى أنّهما ليقتلان في كلّ يوم وليلة ألف قتلة ويردان إلى ما شاء ربّهما ، ثمّ يسير المهدي إلى الكوفة والنجف وينزل وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستّة وأربعون ألفا من الملائكة وستّة آلاف من الجن والنقباء ثلاث مائة وثلاثة عشر نقيبا.
قال المفضّل : يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟
قال عليهالسلام : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كلّ قريب أو بعيد ، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الامم المتمرّدة من أوّل الدهر إلى آخره ولينزلنّ بها من العذاب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلّا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فإنّ المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله ، والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتّى يقال إنّها هي الدنيا وإنّ دورها وقصورها هي الجنّة وإنّ بناتها هي الحور العين وإنّ ولدانها هم الولدان وليظننّ أنّ الله لم يقسّم رزق