العباد إلّا بها وليظهرنّ فيها من الافتراء على الله وعلى رسوله والحكم بغير كتابه ومن شهادات الزور وشرب الخمور و [إتيان] الفجور وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا إلّا دونه ، ثمّ ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات حتّى ليمرّ عليها المار فيقول : هاهنا كانت الزوراء ، ثمّ يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم يصيح بصوت له فصيح يا آل أحمد أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح فتجيب كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز ليست من فضّة ولا من ذهب ، بل هي رجال كزبر الحديد على البراذين الشهب بأيديهم الحراب ولم يزل يقتل الظلمة حتّى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها له معقلا فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي ويقولون يا ابن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟ فيقول : اخرجوا بنا إليه حتّى ننظر من هو وما يريد ، وهو والله بعلم أنّه المهدي وإنّه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلّا ليعرف أصحابه من هو فيخرج الحسني فيقول : إن كنت مهدي آل محمّد فأين هراوة جدّك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته الغضباء وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبته البراق ومصحف أمير المؤمنين فيخرج له ذلك ، ثمّ يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلّا أن يرى أصحابه فضل المهدي حتّى يبايعوه ، فيقول الحسني : الله أكبر مدّ يدك يا ابن رسول الله حتّى نبايعك فيمدّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلّا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية فإنّهم يقولون ما هذا إلّا سحر عظيم فيختلط العسكران فيقبل المهدي على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيّام فلا يزدادون إلّا طغيانا وكفرا فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثمّ يقول لأصحابه : لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما فيها.
قال المفضل : يا مولاي ثمّ ما ذا يصنع المهدي عليهالسلام؟
قال عليهالسلام : يثوّر سرايا على السفياني إلى دمشق فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ثمّ يظهر الحسين عليهالسلام في اثني عشر ألف صدّيق واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلاء فيا لك عندها من كرّة زهراء بيضاء ثمّ يخرج الصدّيق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وينصب له القبّة بالنجف ويقام أركانها : ركن بالنجف وركن بهجر وركن بصفا وركن بأرض طيبة لكأنّي أنظر إلى مصابيحها تشرق في السماء والأرض كأضوأ من الشمس والقمر،