فقلت : إنّي جعلت لله عليّ نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أم لا ، فإن كنت أنت رابطتك وإن لم تكن أنت سرت في الأرض وطلبت المعاش فقال : يا حكم كلّنا قائم بأمر الله فقلت : فأنت المهدي (عج) قال : كلّنا يهدي إلى الله ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : كلّنا صاحب السيف ووارث السيف ، قلت : فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعزّ بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال : يا حكم كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين فإنّ صاحب هذا أقرب عهدا باللبن منّي (١).
أقول : أقرب عهدا باللبن منّي أي بحسب المرئي والنظر أي يحسبه الناس شابّا بكمال قوّته وعدم ظهور أثر الكهولة والشيخوخة فيه.
وفي الدر النظيم عن علي عليهالسلام كأنني به وقد عبر من وادي سلام إلى سبيل السهلة على فرس محجل له شمراخ (٢) يزهو ويدعو ويقول في دعائه : لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلّا الله تعبّدا ورقّا ، اللهمّ معزّ (٣) كلّ مؤمن ومذلّ كلّ جبّار عنيد ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق عليّ الأرض بما رحبت ، اللهمّ خلقتني وكنت غنيّا عن خلقي ولو لا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين ، يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خصّ نفسه بشموخ الرفعة وأولياؤه بعزّه يتعزّزون ، يا من وضعت له الملوك المذلّة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون ، أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك فكلّ لك مذعنون ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تنجز لي أمري وتعجل لي في الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنّك على كلّ شيء قدير (٤).
في العوالم عن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا قام قائم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت الكوفة بنهر كربلاء (٥).
وفيه عن علي بن الحسين عليهالسلام أنّه قال : إذا قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ
__________________
(١) البحار : ٥١ / ١٤٠ ح ١٤.
(٢) الشمراخ : غرة الفرس إذا جللت الانف.
(٣) في المصدر : معين.
(٤) دلائل الإمامة : ٤٥٨.
(٥) اعلام الورى : ٢ / ٢٨٧ الفصل الثالث.