وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد الله عزوجل ولا يشرك به شيئا ويملك أمير المؤمنين عليهالسلام أربعا وأربعين ألف سنة حتّى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكرا ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله تعالى (١).
في البحار عن الباقر عليهالسلام قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرّد في وحدانيته ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نورا ثمّ خلق من ذلك النور محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلقني وذريّتي ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته فبنا احتجّ على خلقه ، فما زلنا في ظلّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدّسه ونسبّحه وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنصرة لنا ، وذلك قوله عزوجل (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) (٢) يعني لتؤمنن بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولتنصرن وصيّه وسينصرونه جميعا وإنّ الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت لله بما أخذ علي من الميثاق والنصرة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثنّ الله أحياء من آدم إلى محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّ نبي مرسل يضربون بين يديّ بالسيف الأموات والأحياء والثقلين جميعا ، فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبّون زمرة بالتلبية : لبيك لبيك يا داعي الله ، قد تخلّلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأوّلين والآخرين حتّى ينجزهم الله ما وعدهم في قوله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (٣) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا في عبادي ، ليس عندهم تقيّة ، وإن لي الكرة بعد الكرّة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرّات
__________________
(١) مختصر البصائر : ٢٧ ، والبحار : ٥٣ / ٤٢ ح ١٢.
(٢) سورة آل عمران : ٨١.
(٣) سورة النور : ٥٥.