حيث دخلت الروضة المقدّسة إلى الآن وأقسم عليك بحقّ صاحب القرآن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة من البداية إلى النهاية. فقال : أخبرك على أن لا تخبر به أحدا ما دمت حيّا ، فلمّا توثّق ذلك منّي قال : كنت أفكّر في بعض المسائل وقد أغلقت عليّ فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين عليهالسلام وأسأله عن ذلك ، فلمّا وصلت إلى الباب فتح لي بغير مفتاح كما رأيت فدخلت الروضة وابتهلت إلى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعت صوتا من القبر : أن ائت مسجد الكوفة وسل عن القائم عليهالسلام فإنّه إمام زمانك (عج) ، فأتيت عند المحراب وسألته عنها وأجبت ، وها أنا أرجع إلى بيتي (١).
الحكاية الثامنة والعشرون : فيه عن الشيخ الجليل أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب التفسير في كتاب كنوز النجاح قال : دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنّان أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث رحمهالله تعالى في بلدة بغداد في مقابر قريش وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش والتجأ إليه من خوف القتل فنجا منه ببركة هذا الدعاء ، قال أبو الحسن المذكور : إنّه علّمني أن أقول : اللهمّ عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء وانكشف الغطاء وضاقت الأرض ومنعت السماء وإليك يا ربّ المشتكى وعليك المعوّل في الشدّة والرخاء ، اللهمّ فصلّ على محمّد وآل محمّد أولي الأمر الذين فرضت علينا طاعتهم فعرّفتنا بذلك منزلتهم ، ففرّج عنّا بحقّهم فرجا عاجلا كلمح البصر أو هو أقرب ، يا محمّد يا علي اكفياني فإنّكما كافياي وانصراني فإنّكما ناصراي ، يا مولاي يا صاحب الزمان الغوث الغوث أدركني أدركني أدركني. قال الراوي إنّه عليهالسلام عند قوله : يا صاحب الزمان ، كان يشير إلى صدره الشريف (٢).
الحكاية التاسعة والعشرون : في جنّة المأوى عن السيّد السند والحبر المعتمد الميرزا صالح دام علاه ابن السيّد المحقّق السيّد مهدي القزويني الساكن بالحلّة أعلى الله مقامه قال : خرجت يوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلّة أريد زيارة الحسين ليلة النصف منه ، فلمّا وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوّار الذاهبين من الحلّة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه جميعا محاصرين في بيوت عشيرة بني طرف من
__________________
(١) البحار : ٥٢ / ١٧٥.
(٢) جنّة المأوى : ٢٧٥ الحكاية ٤٠.