اليوم أنّا قد ظلمنا وطردنا وبغي علينا واخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا. إنّا نستغفر الله اليوم وكل مسلم ، ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكّة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا وهي الآية التي قال الله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١) فيقول رجل من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم اخرج منها وهي القرية الظالمة أهلها ثمّ يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ووزيره معه ، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء حتّى يسمعه أهل الأرض كلّهم ، اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين عليهالسلام فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره ، وإيّاك وشذاذ من آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ لآل محمّد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين عليهالسلام معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإنّ عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثمّ صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء ، فالزم هؤلاء أبدا وإيّاك ومن ذكرت لك فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ومعه راية رسول الله عامدا إلى المدينة حتّى يمرّ بالبيداء حتّى يقول هذا مكان القوم الذي يخسف بهم وهي الآية التي قال الله (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا) (٢) إلى (فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٣) فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنّة يوسف ، ثمّ يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتّى يظهر عليها ، ثمّ يسير حتّى يأتي العذراء هو ومن معه وقد لحق به ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتّى إذا التقوا وهم يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلى السفياني ، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : يقتل يومئذ السفياني ومن معه حتّى لا يترك منهم مخبر ، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها فلا يترك عبدا مسلما إلّا اشتراه وأعتقه ولا غارما إلّا قضى دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلّا ردّها
__________________
(١) البقرة : ١٤٨.
(٢) سورة النحل : ٤٥.
(٣) سورة النحل : ٤٦.