وإن أريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة ، وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها. وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النصّ لفاطمة وحدها (١).
وما امتازت به عائشة من فضل العلم ، لخديجة ما يقابله وأعظم ، وهي أنّها أوّل من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه (٢) ، وأعان على إبلاغ الرسالة بالنفس والمال والتوجّه ، فلها مثل أجر من جاء بعدها إلى يوم القيامة (٣).
__________________
كذب مختلق» (كشف الخفاء ١ : ٣٣٣ رقم ١١٩٦) ، وقال الألباني : «إنّ الحديث موضوع ، مكذوب على رسول الله صلىاللهعليهوآله. (إرواء الغليل ١ : ١٠).
وقال العجلوني أيضا : «قال الحافظ عماد الدين : هو حديث غريب جدا ، بل هو منكر ، سألت عنه شيخنا المزي فلم يعرفه ، وقال : لم أقف له على سند إلى الآن ، وقال شيخنا الذهبي : هو من الأحاديث الواهية الّتي لا يعرف لها سند». (كشف الخفاء ١ : ٣٣٢ رقم ١١٩٦).
وقال ابن كثير : «فأمّا ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إيراد حديث «خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء» فإنّه ليس له أصل ، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام» (البداية والنهاية ٨ : ١٠٠) ، وقال العلّامة المباركفوري : «وأمّا حديث «خذوا شطر دينكم عن الحميراء» يعني : عائشة ، فقال الحافظ ابن حجر العسقلاني : لا أعرف له إسنادا ولا رواية في شيء من كتب الحديث ، وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير أنّه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه ، وقال السيوطي : لم أقف عليه». (تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٥٤ باب : فضل عائشة) ، وذكر العلّامة الفتني في الموضوعات : ١٠٠ مثله ، كما ذكره الملّا علي القاري في الأخبار الموضوعة : ١٩٨ رقم ١٨٥ في حرف الخاء ، ونقل نصّ كلام ابن حجر وابن كثير. وذكره في كتابه الآخر ، الموضوع : ٩٨ رقم ١٢١ وقال : «لا يعرف له أصل».
(١) حكاه العلّامة المباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩ باب : فضل خديجة.
(٢) عن أبي رافع قال : «أوّل من أسلم من الرجال علي ، وأوّل من أسلم من النساء خديجة» ، قال الشيخ : رجاله رجال الصحيح. أخرجه في مختصر زوائد البزّار ٢ : ٣٥٠ رقم ١٩٩٧ ، وكشف الأستار ٣ : ٢٣٦ رقم ٢٦٥٤.
هذا وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمّد». أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ : ٢٠٣ رقم ٤٨٤٦. وعن ابن شهاب : «كانت خديجة أوّل من آمن بالله وحده ورسوله قبل أن تفرض الصلاة». (مستدرك الحاكم ٣ : ٢٠٣ رقم ٤٨٤٥).
(٣) هذا الكلام لابن حجر العسقلاني ، تعقّب به على كلام ابن القيّم بأنّ العلم لعائشة. قاله المناوي في فيض القدير ٤ : ٢٩٧ رقم ٥٣٦٠ ، والمباركفوري في تحفة الأحوذي ١٠ : ٣٤٩.
ولابن حجر كلام آخر في فتح الباري ٧ : ٥١٧ باب : تزويج النبيّ صلىاللهعليهوآله خديجة يجدر نقله هنا ، قال : «وممّا