كذلك فإنهم يضعونه أحيانا في أقداح صغيرة يغمسون فيه خبزهم ويأكلونه مثلما يفعلون ذلك بالنسبة إلى الدبس.
وما خلا ذلك فلدى الأهلين مرطبات حلوة أخرى يعدونها من أثمار التوت الأحمر الذي يغلونه مع قليل من الدبس الذي يجلبون كميات كبيرة منه من جبال لبنان.
ومن المرطبات الأخرى لديهم نوع خاص يسمونه «شربت» يستخلصونه من الدبس ، وهو أشبه بالمزيج المخمر عندنا.
ولديهم شراب آخر يصنعونه من نقيع الشعير والحنطة وحين يتناوله الأتراك يصبحون ذوي رقة ونشوة إذ إن فعله فيهم أشبه بفعل الجعة التي يتناولها شباننا ، فهم يغنون ويرقصون على أصوات المزامير والطبول والأبواق التي يعزف عليها موسيقيوهم كل صباح عند انتشار الحراس.
وكل هذه المرطبات تباع بوفرة في أسواقهم الكبيرة تجد السلال مليئة بالثلج والجليد طيلة أيام الصيف ولذلك تراهم يضعون قطعا من هذا الثلج في المرطبات التي يبيعونها فتغدو باردة تصطك من شربها الأسنان.
أرى فيما ذكرته الكفاية عن الخمور والأشربة وأعود إلى الطعام فأقول ، إن الخبز الذي يتناولونه هنا جيد ومغذ وأبيض اللون ، لا سيما في مدينة حلب مما لا يوجد مثيل له في كل أنحاء تركيا ، ولذلك فهم يصنعون عدة أشكال من هذا الخبز يمزجون في البعض منه صفار البيض ، بينما يمزجون في البعض الآخر عدة حبوب كالسمسم والكزبرة والزعفران وغيرها.
واللحوم التي يتناولونها رخيصة ومن نوع جيد وذلك نتيجة للأعشاب الثمينة التي تنمو في بلادهم ولا سيما في جبال «طوروس» (١)
__________________
العرب باسم البراد.
(١) جبل طوروس Tauri الذي يمتد عبر الأناضول في امتداده إلى الأراضي السورية