مسافر يحمل معه أمتعته وزاده. ولذلك نجد عددا كبيرا من مختلف المخابز في الأسواق وكل أنواع المأكولات النظيفة من أمثال لحوم الأغنام والدجاج ، وأنواع الحساء والمرق وغيرها ، يستطيع المرء أن يشتري منها ما يشاء تبعا لطاقته المالية.
والطعام الشائع جدّا هنا هو الرز وهم يطبخونه إلى أن ينضج ويغدو لينا. وهناك أنواع من الأطعمة الجاهزة تراها في قدور من النحاس لدى أصحاب هذه الحوانيت.
وهناك نوع شائع جدّا بينهم يصنعونه من الحنطة والشعير ويطبخونه ، بعد جرشه بالمجرشة ، مع الحليب أو بدونه ، في وعاء سميك وهم يسمونه «بنهور» (١) ولكن «ديوسفريدس» (٢) أشار إليه في الفصل الثالث والثمانين من الجزء الثاني من كتابه باسم (كرمنون) (٣) بينما دعاه كل من «ابن سينا» و «الرازي» باسم (سويق) (٤).
ويحتفظ الأتراك بكميات مخزونة وفيرة من هذه المادة ، وعلى الأخص زمن الحرب وهم يجلبونه إلى بلادهم بطريق البر والبحر معا. ومتى احتاجوا إلى الطعام صنعوا منه بديلا عن الخبز.
ومن الأطعمة عندهم نوع يسمونه «ترشان» (٥) على ما أذكر ، وهذا
__________________
(١) بنهورBnuhourt.
(٢) ديوسقريدس Dioscoredes طبيب وعالم نبات يوناني شهير ولد في القرن الأول للميلاد في «عين زربة» بمدينة قليقلة الفلسطينية ولذلك لقبه العرب باسم «العين زربي» وضع عدة كتب في الأعشاب والعقاقير من أشهرها «مديكا متريا» عن الأعشاب ترجمه اصطفان بن باسيل تحت إشراف حنين بن إسحاق.
(٣) كرمنون Crimnon.
(٤) أورده المؤلف باسم اسنجق Sanguick وسويق Savik.
(٥) تراشان Trachan.