الصلب الممتلىء بمادة لزجة ذات لون أصفر. ويكون هذا القصب على نوعين قصير وطويل. فأما الطويل فهو أصلب ويستعمله الشيوخ والعرج بدلا من العكاكيز أما النوع الآخر فيصنعون منه القسي والسهام حيث تجد الأتراك يغلفونها بأغلفة حريرية مختلفة الألوان ويتباهون بها كثيرا.
كذلك توجد في الحوانيت أنواع أخرى من القصب القصير المجوف الصقيل ذي الألوان البنية والحمر. وهذه الأنواع يستعملها الأتراك والمسلمون وغيرهم من أبناء الأقطار الشرقية لغرض الكتابة بها ، ذلك أنهم لا يستعملون ريش الإوز لهذا الغرض. وفضلا عن ذلك يوجد نوع من العصي يجلبها الحجاج معهم من «مكة» حين يذهبون لزيارة قبر نبيهم (محمد) صلىاللهعليهوسلم. وأهل تلك البلاد ولا سيما العرب يحملونها معهم على ظهور الخيل بدلا من الرماح لأنها قوية وطويلة وخفيفة ...».
ربما قصد هنا الدكتور راوولف القصب الهندي (Canneguin ghan) الذي يصل طوله في النمو إلى أربعة أمتار ، في داخل التجويف مادة سكرية صفراء اللون. وعني بوصفه هذا القصب الصيني Canne) (dechine وهو أصفر اللون متوسط الارتفاع ينتشر في الصين والهند والهند الصينية كان التجار العرب يجلبونه من الهند على متن السفن.
وهناك أنواع عديدة يجلبها التجار العرب المسلمون من الهند والصين من القصب الذي كان يستعمل فعلا لأغراض الكتابة وكسهام ورؤوس للحراب المستعملة في الحروب ومن أشهر هذه الأنواع القصب الفارسي (Arundo isiaca).
ويستغرب الدكتور راوولف من وجود شراب غريب عرفه بالقهوة كان في وقته غير معروف في أوروبا. ولنستمع لوصفه : من بين الأشربة التي يتعاطونها في هذه البلاد ، شراب حسن جدّا يسمونه «قهوة» أسود اللون كالجير تماما ، وهو مفيد جدّا للمرض ولا سيما أمراض المعدة ... وهم يصبّونه في أقداح صينية وهو جدّا ساخن فيرفعون القدح