الصحراء. وقد اشتهر بعبارته التي يقول فيها «من أنا؟ إنني في (مجيئك) (١) وأنا أسكن في خيام «قيدر».
وفي أيامنا هذه يدعى هؤلاء القوم وغيرهم باسم العرب وقد تعاظم نفوذهم كثيرا تحت زعامة «محمد» (وأمه من أحفاد إسماعيل) (٢) فانتشروا انتشارا واسعا في الأرض. ولقد كان هؤلاء في عهد داود ، أمة قوية جدّا لأن داود كان يتضرع إلى الله ـ كما ورد ذلك في الزبور الثالث والثمانين ـ بأن يعاقبهم ويهلكهم ويشتتهم لأنهم كانوا أعداء له.
أعود الآن إلى حديثنا السابق فأقول بأن الأعراب كانوا يلحون علينا بالسؤال عن المكان الذي كان يقيم فيه أميرهم في ذلك الوقت. ولذلك كانت لرئيسنا مصلحة في التعامل معهم ومن هنا نستطيع أن نتبين مدى حبهم واحترامهم الشديد لأميرهم (٣).
على أنهم لم يكونوا جميعا ينظرون إلينا نظرتهم إلى أجانب ولم يعتبرونا من الغرباء.
وكثيرا ما كان يحدث في بعض المناسبات أن نغير زي عمائمنا ونترك طرفا منها يتدلى إلى أسفل مثلما يفعلون أنفسهم ذلك إذ إن هذا يكون بمثابة ظل يحميهم من الحر الذي يشتد كثيرا في بلادهم. ومع ذلك فإن أي امرىء يستقصي أخبار أميرهم أو يروم الحضور يقدم له بدلة
__________________
(١) سماها المؤلف Mesheck وهي تقع بين حويلة و «شور» التي تعرف باسم طور سيناء إلى الحدود الشمالية الشرقية لأرض مصر. وفي الأرض المعروفة باسم برية تيه بني إسرائيل.
(٢) إن انتساب العرب إلى أولاد إسماعيل بن إبراهيم يجعل كل القبائل العربية المتحدرة من أولئك الأولاد ، ذات نسب واحد ومنها قريش قبيلة الرسول الأعظم محمد (ص).
(٣) سبق أن أشرنا في هامش سابق إلى أن الذي قصده المؤلف باسم أمير العرب إنما هو شيخ البادية أو شيخ القبيلة التي تقطن تلك الأحياء.