برفق ، وهكذا وجدنا فرقا شاسعا بينهم وبين غيرهم ممن سبق لنا أن شاهدناهم قبلا.
وحين قصدنا موظف الكمرك وجدناه لم يكن أقل تأدبا من غيره ، فقدم لنا صحنا كبيرا من الزبيب وأنواعا أخرى من الحلويات محاطة بقطع من الصابون (كما هي العادة الجارية في هذه البلاد) وهذا ما اعتاده هو وعائلته أيضا ، وفي مقابل ذلك قدمنا له ولجماعته أوراقا بيضاء تقبلوها بشوق وسرّوا بها كثيرا (مثلما يسر الأطفال في بلادنا حين نقدم لهم شيئا فريدا أو مسرا لهم) وكانوا ينظرون إلى تلك الأوراق ويبتسمون.
والأرض هنا خصبة غنية بالقمح والشعير والقطن وغيره بالإضافة إلى البساتين الواسعة الحسنة ، ومزارع الخضار المنتشرة على ضفاف الأنهار والتي تضم مختلف الثمار والأشجار ومنها الرقي والخيار والبطيخ التي توجد بوفرة حيث يستطيع المرء أن يشتري أربعين بطيخة كبيرة بمبلغ (أسبر) الذي يعادل كل ثلاثة منه «معدنا» واحدا أي أكثر من قيمة (البني) عندنا. وبالإضافة إلى ذلك تكثر أشجار النخيل والليمون والبرتقال وغيرها مما لم أستطع تمييزه عن بعد.