بهذه الحمامات أو البيوت الساخنة التي تظل دافئة وفي درجة معتدلة من الحرارة والتي لا يستوفى عنها سوى رسوم بسيطة ولا تحتاج إلا إلى أقل ما يتصوره الإنسان من الوقود وتكون جاهزة للاستعمال ليل نهار.
في هذه الحمامات أقباء كبيرة وعميقة تحت الأرض أشبه بالزنزانات الكبيرة يلتصق الواحد منها بالآخر وليس فيه سوى كوتين أحدهما في أعلاه لا يزيد قطرها عن ثلاث أو أربع بوصات ، والثانية تحتها أكثر منها سعة ، يودعون فيها الحطب أو بعر الإبل أو ثفالة العنب المعصور ، وتكون هذه المواد جافة وتبعث حرارة شديدة كالحرارة التي يبعثها الفحم البحري أو الطحلب الذي يستعمله سكان البلاد الواطئة أو الأقطار الأخرى التي لا تتوفر فيها كميات كافية من الأخشاب. وعند إشعال هذه المواد تبعث حرارة قوية داخل القبو كله. ومع ذلك يكون هذا القبو مغلقا لا نرى أثرا للدخان أو البخار فيه ، ولو أنه في بعض الأحيان يكون شديد الحرارة. ولا تخمد النار في هذه الحمامات لأن هناك من يعنى بها ويوفر لها الوقود اللازم بصفة متواصلة. ولكل حمام من هذه الحمامات التي شيدت بفخامة طبقا لعادات الإغريق والرومان ، صالة جميلة على مقربة من مدخله مبلطة تبليطا عجيبا مثل بقية أرض الحمام ذاته وتكون مكفتة بالرخام المنقوش بمختلف الألوان نقشا فنيّا بديعا وفي أعلاها قبة يغطيها طاق في شكل كرة.
وتقوم حول جدران الحمام مقاعد يخلع الناس عليها ملابسهم وهذا هو القسم الأول من الحمام. (وكان القدماء يستعملون خمسة من هذه
__________________
المسلمين أمة واحدة ، مهما اختلفت قومياتهم وأجناسهم وأقطارهم ، ولذلك كانت البلاد الإسلامية كلها تعرف بدار الإسلام.
أما ما ذكره عن الوضوء فإن القصد من الوضوء هو تعويد المسلم على النظافة دائما بحيث عند ما يؤم المسجد أو غيره للصلاة يكون بدنه وثيابه نقية من أي درن بالإضافة إلى نقاوة نفسه وذهنه.