والمسلمون ، وهم من أمتين لهما ذات العقيدة الدينية والعادات (١) ، على الاستحمام في هذه الحمامات ودخولها صراحة. أما النساء فإنهن يفدن بأعداد كبيرة إلى هذه المحلات الفخمة ولا يجتمعن في أي مكان آخر عدا قبور موتاهن ، وأمثال هذه الأماكن لا يمكن العثور عليه بحالة جيدة.
حين تدخل إلى الحمام يتلقاك أحد الخدم وهم من الزنوج المسلمين عادة فيطرحك على الأرض ويبدأ بدلك كل مفاصلك ، وبعد أن ينتهي من ذلك يفركها ثانية ، ثم يطوي ذراعيك ويضعها الواحد فوق الآخر على صدرك ويشدهما بقوة لبعض الوقت تحت ركبتيه ومن ثم يثنيهما ويمدهما بحيث تبدو وكأنك أسير بين يديه بينما يظل رأسك منتصبا.
وقد حدث ذات مرة أن ذهبنا إلى الحمام وتولى أحد الخدم تدليك مفاصلنا فضغط أثناء ذلك على رقبة أحد رفاقي فظل ذلك الرفيق لا يستطيع حراك رقبته لعدة أيام.
بعد أن ينتهي الخادم من هذه العملية يقلبك على بطنك ويروح يدلك أعضاء جسمك ثانية فيدوس كتفيك بقدميه ويفرك ظهرك بيديه ومن ثم يتركك ويخرج من الحمام.
وحينما تضطجع لتستريح أو لتعرق جسمك يأتيك الخادم بمادة يقتلع بها الشعر في جسمك ، ذلك أن القوم لا يتركون أي نوع من الشعر فوق أجسامهم. وتتألف هذه المادة من الجير والزرنيخ على شكل مسحوق يواف بالماء ، يغطى به شعرك ويترك هنيهة إلى أن يجد الخادم بأن الشعر قد أخذ يتساقط وإذ ذاك يغسل مكانه بالماء غسلا جيدا قبل أن تشعر بحرقته ، وعندئذ يأتيك بمئزر من القماش الأبيض النظيف ويلف به بدنك.
__________________
(١) يكرر الرحالة نفس النزعة الاستعمارية في فصل الأتراك عن المسلمين في حين أن الرابطة الإسلامية هي التي توحد المسلمين في شتى البلدان.