أما المآزر التي سبقت الإشارة عنها فتكون بيضاء أشبه بالمنسوجات القطنية لكن خيوطها أشد وأصلب ، وتلك يجلبها الحجاج معهم من «مكة» وهي تصنع من ألياف نوع من الشجر.
وأخيرا يغسل الخدم رؤوس المستحمين ، ويستعملون في ذلك أحيانا ، ولا سيما بالنسبة للنساء ، راسبا يشبه الرماد يغسل به الرأس لأنه ينظف الشعر ويطيله. وهناك نوع من راسب آخر تأكله النساء علانية مثلما اعتادت النساء في بلادنا الأوروبية أن يأكلن الفحم وبعض المواد الأخرى أحيانا.
وتكون هذه الحمامات مباحة لدخول الأجانب إليها من أمثال الألمان والفرنسيين والإيرانيين وغيرهم ، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى الأتراك والمسلمين ، ولكن ينبغي على هؤلاء أن لا يأتوا إلى هذه الحمامات في الأوقات التي تكون فيها النساء موجودة هناك ، وإلا عرضوا حياتهم للخطر.
على أن في مقدورك أن تميز الحمامات التي تستحم النساء فيها ، إذ المعتاد أن توضع ستارة على باب الحمام المواجه للشارع. فإذا ما رأى الرجل الذي يريد الدخول إلى الحمام تلك الستارة دلف إلى باب آخر غيره.
وعن الحركة في المدينة ، فإنه بالنظر إلى وفرة مختلف أنواع السلع التي تجلب إليها من أماكن قاصية جدّا ، يشاهد عدد كبير من التجار فيها معظمهم من الفرنسيين والإيطاليين لهم رئيسان حكيمان فاهمان ومدربان يعيش أحدهما ، وهو فرنسي ، هنا في طرابلس بينما يعيش الآخر ، وهو بندقي ، في حلب ، ويطلق على هذين اسم قناصل ، وذلك لمساعدة أبناء وطنهم وتقديم الاستشارات المفيدة لهم. ولقد أرسل هذان القنصلان من قبل حكومتيها فاستقرا هنا وأصبحا يتمتعان بامتيازات كبيرة منحها لهما السلطان التركي كيما يستطيع التجار أن يحملوا بضائعهم معهم وأن يدافعا