عنهم ضد أي أذى يتعرضون له من الأتراك والمسلمين ، وممارسة المتاجرة والتعامل مع الآخرين دون أدنى مضايقة.
وما يزال هؤلاء القناصل يرتدون نفس ملابسهم الوطنية المصنوعة غالبا من الستن الأحمر أو البنفسجي أو الحرير الدمشقي وغيره ، وهم يتمتعون بالاحترام الفائق ويجلبون معهم من بلادهم الخياطين وصانعي الأحذية ، لكن الأشخاص الرئيسين الذين يأتون بهم ، يتألفون من الأطباء والصيادلة والجراحين والإداريين ، وفضلا عن ذلك فإنهم يحتفظون بمترجميهم الحاذقين في اللغتين التركية والعربية ، وأخص بالذكر منهم ، القنصل البندقي الذي أمضى هناك ما لا يقل عن ثلاث سنوات ، وعند ما انتهت مهمته بعث دوق البندقية بقنصل آخر مكانه ، وعند ما يصل هذا القنصل الجديد إلى طرابلس لا يجرأ على النزول إلى الشاطىء قبل أن يستقبله القنصل السابق على ظهر السفينة التي أقبل عليها.
وقد خصصت لهذين القنصلين بنايتان كبيرتان يسمون الواحدة منهما فندقا ، وهما تقعان على مقربة من بوابتي المدينة اللتين تؤديان إلى المرفأ وإلى شاطىء البحر ، وذلك لكي يسهل عليهما إرسال سلعهما من هناك إلى داخل المدينة وخارجها.
وعلى طول النهار وعرضه يرى المسلمون بأعداد كبيرة وهم ينتظرون مع حميرهم فرصة نقل التجار والملاحين مع سلعهم إلى المدينة ومنها. وهناك بيتان كبيران فيهما عدد كبير من الأروقة والغرف يتوفر فيهما السكن للتجار وخزن بضائعهم فيهما.
ويقيم مع الفرنسيين أناس من «جنوا» وفلورنس وسانت لوك وغيرها ، ومن الألمان والهولنديين وسواهم ، في حين يعيش مع البنادقة أناس من «كانديا» و «كورفو» وغيرهما.
وليس لأي من هذه الفنادق أكثر من باب كبيرة واحدة يحرسها