ويستخرج هذا البوتاس أو القلى من أعشاب يطلق عليها العرب اسم «شنان» (١) وهو على نوعين (وقد ألصقت شيئا منه ـ مع مواد أخرى ـ على الورق). وأحد هذين النوعين لا يختلف عن نبات القلى المعروف عندنا إذ يتألف من نبتة سميكة كثيرة العقد ذات أغصان صغيرة تتفرع منها ولها في رؤوسها عدة عقد ومن تحتها أوراق مدببة. أما النوع الثاني فتكون سيقانه كثيرة مليئة بالعقد وجذوره ملونة.
وينمو هذان النوعان من الأعشاب بكميات هائلة حيث يتم حرقها وتحويلها إلى رماد فوق الجبال. وعند حرقها تسيل منها مادة زيتية تلتصق بالرماد فتصبح صلبة أشبه بالحجارة بعد أن تفقد حرارتها.
ويجلب المسلمون هذا الرماد من الجبال على ظهور الإبل فيبيعونه لبعض التجار الذين يتاجرون به فيصدرون قسما منه إلى البلاد الأجنبية بينما يصنعون من القسم الآخر مادة الصابون طبقا للكمية المتوفرة لديهم وحاجتهم إليها.
ولقد شرحوا لي الطريقة التي يصنعون بها الصابون في سوريا. ذلك أنهم يأخذون ألفا ومائتي وزن (أو اثنتي عشرة مائة) من هذا الرماد فيقسمونه في فصل الشتاء إلى أربعة أقسام وفي فصل الصيف إلى ثمانية أقسام ذلك لأن الصابون سرعان ما يتجمد أيام الشتاء لأن الحرارة تتأثر بالبرودة الخارجية أكثر من الصيف. يؤخذ القسم الأول من هذه الأقسام في شكل طبقة رقيقة تصب في وعاء أو في قدر كبير مصنوع من الحجر ، ويكون قعره مصنوعا من صفيحة نحاسية سميكة جدّا بعد أن يكونوا قد وضعوا فيه مسبقا ألفا وستمائة وزن من الزيت أو الشحم ثم يتركونه يتجمد لمدة أربع وعشرين ساعة وبعد ذلك يضيفون إليه كل يوم طبقة أخرى من قسم آخر. ولكن قبل أن يتجمد الصابون (وهو يحتاج في ذلك
__________________
(١) سماه المؤلف خطأ باسم شوان Shvan.