العارية بأحزمة ثم يرتدون قمصانهم فوقها. وحين يريد أحدهم أن يتبول يفك سرواله ثم يجلس ويلف كل ملابسه حوله مثلما تفعل النساء ، ويستدير عن ناحية الجنوب لأنها الناحية التي يتجهون إليها عند أداء الصلاة. وإذا ما شاهدوا رجلا يتبول واقفا استنتجوا من ذلك أنه مسيحي وليس من أفراد طائفتهم وحين يجلسون تكون سيقانهم في الغالب مطبقة الواحدة فوق الأخرى وذلك هو الوضع الشائع في الشرق كله إذ إنهم لا يستعملون الكراسي ولا الموائد ، وإنما يستعيضون عنها بدكاك مبلطة ترتفع مقدار درجتين أو ثلاث درجات سلم تقوم فوقها أروقة وتكون هذه الدكاك نظيفة مفروشة بالسجاد أو الأبسطة أو الحصر المضفورة ضفرا جيدا والمحلاة بالألوان تبعا لقدرة أهل البيت على توفيرها.
ويخلع الأتراك أحذيتهم عند باب الغرفة عادة. وتكون هذه الأحذية أشبه بالأحذية التي يلبسها الدهانون عندنا وعلى غرار الصنادل التي يسهل لبسها وخلعها وتكون بيضاء أو زرقاء عادة مصبوغة من أمام وتنتهي بمسامير في الأسفل وبمهماز من الخلف. وهذه الأحذية يلبسها الكبار والصغار ، الرجال والنساء ، الأغنياء والفقراء.
وما عدا ذلك فإنهم يلبسون الأحذية الخشبية أحيانا. وهذه تباع في كل مكان وتعلو بزهاء ثلاث بوصات وتكون أواسطها مقعرة من الأسفل وذلك لتميز قفا الرجل عن كعبها. وتدهن هذه الأحذية بألوان مختلفة وتلبسها النسوة أيضا ، إذ إن هؤلاء يرتدين في الغالب ذات الألبسة التي يرتديها الرجال ومنها السراويل الطويلة التي تلبس تحت الصداريات وتكون مصنوعة من القطن الجيد ذي الألوان المتعددة ولها أزرار من الجوانب.
ومن النادر مشاهدة امرأة تركية في الشارع أو في السوق لشراء الحاجيات أو في المساجد التي تؤمها الشهيرات بينهن وإن يكن ذلك