أخرى جديدة حيث تجد العرب والسريان واليعاقية وغيرهم يتحدثون بهذه اللغة أيضا.
وللأتراك عادات وتقاليد حسنة يتمسكون بها فهم يبدأون أحاديثهم ، ولا سيما مع الأقارب والمعارف ، بالتحية الودية والتقبيل لكنهم في نفس الوقت يتصفون بالكسل ولا يهتمون بالعلوم والفنون الحرة ، ويحبون البطالة أكثر من العمل ، إذ إنك تراهم ينفقون اليوم كله في لعبة الشطرنج وغيرها من الألعاب الأخرى ، ويعزفون على القيثارة التي تتألف من ثلاثة أو خمسة أو سبعة أوتار ، وأحيانا أحد عشر وترا ، كما لا حظت ذلك في القيثارات التي كان يحملها الموسيقيون الذين يعملون تحت إمرة باشا «حلب». ويعزف هؤلاء على القيثارة بالسبابة أو بقطعة من الريش ، ويسيرون في الشوارع ، وعلى الأخص الجند منهم ، طيلة النهار وبذلك ألفوا الكسل والبطالة ، والتعود على اقتراف الأعمال القبيحة.
وهم يحبون ارتداء الملابس الجيدة ذات الألوان البراقة دون المبالاة بتكاليفها فملابسهم الفوقانية التي تمتد إلى أسفل تكون مثقلة بالأزرار ، ويرتدون تحتها صداريات تشبه صداريات الجنود عادة وتكون مصنوعة من قماش أزرق اللون ليست لها ياقات عند الرقبة. وتكون القمصان من القطن وفتحاتها عند الرقبة واسعة مثل بقية ملابسهم الأخرى وبدلا من الربطة يستعملون قماطا للرقبة يلفونه على رقابهم ليبعدوا به شدة وهج الشمس.
أما في أيام الصيف فإنهم يرتدون السراويل القطنية البيضاء الفضفاضة التي تتدلى إلى كعوبهم وتكون جد ضيقة من الأسفل.
والأتراك لا يستعملون الجواريب كي يستطيعوا أن يتوضأوا ويغسلوا أقدامهم وأذرعهم ورقابهم دون أدنى عائق طبقا لما تفرضه عليهم شريعتهم الإسلامية. وهم يشدون هذه السراويل من أوساطها على أجسادهم