يجعل الكثير من الخطط والمقاصد الشريرة ـ ولا سيما إذا استدعى أحدهم آخر للحضور أمام محكمة السلطان ـ يصيبها الفشل ويتم نقضها من المحكمة ، وإلا أصبحت نافذة المفعول.
وحين يظهر إنسان ما أمام أحد الأتراك من ذوي المنزلة الرفيعة فإن عليه أن يكون حذرا في ذلك ولا سيما حين يغادره بأن لا يدير له قفاه لأن ذلك يعتبر أعظم إهانة وتحقير ، وهذا من الأمور الشائعة في الممتلكات التركية.
ولكن إذا ما ظهر خادم أمام سيده يطلب عفوه عن ذنب ارتكبه فإنه يتبع في ذلك أسلوبا خاصا إذ يقدم نفسه أول الأمر إلى سيده ويبدي له كل صنوف الاحترام التي تخطر على باله ثم يقبع على ركبتيه ويمسك بيدي سيده يقبلهما فإذا ما سمح له سيده بذلك انتعشت آماله في أن سيده سيلبي له طلبه ، أما إذا سحب سيده يديه وإن كان قد هم بإمساكها عدة مرات ، أدرك تماما أن سيده ما يزال غاضبا عليه وليس هناك سوى أمل ضئيل في العفو عنه.
ويود الأتراك أن يعاملوا بقدر كبير من الاحترام والتبجيل فهم يعرفون أن سلطة أسيادهم السلاطين كانت خلال الأزمنة الماضية تتعاظم بدلا من أن تنقص ، ولذلك تراهم يعتنون بأنفسهم فيرتدون دوما أغلى الملابس ، ويمتطون أحسن الجياد المطهمة بأفخر السروج المطرزة المصنوعة من أجود أنواع الحرير ذي الألوان الحمراء والبنفسجية ، واللجم والركائب المصنوعة من الذهب والفضة.
واللغة التركية هي اللغة التي يتحدثون بها عادة ، وهي نفسها التي يتحدث بها جند الحاميات. وينطقون بهذه اللغة بعظمة وفخامة ويكون نطقهم بها أشبه بنطق لساننا الألماني. على أنهم في الوقت ذاته يحذقون اللغة العربية بصفة عامة وهي اللغة السائدة في هذا البلد كله وفي بلاد