ولم نشاهد في بلادنا الأوروبية سوى قلة من هذه الرماح ، ذلك لأنه يحظر على المسيحيين حملها وأنهم يتعرضون لعقوبات شديدة إن هم أقدموا على ذلك ، وكذلك إن حملوا بقية أنواع الأسلحة الأخرى التي تستخدم أثناء الحرب خارج البلاد. فإذا ما عثر على أي منهم يحمل هذا السلاح تعرض لمصاعب ومخاطر شديدة. وهذا ما وقع لواحد منهم في وقتي. فبعد أن عثر على سيف عربي معه وجهت إليه تهمة شديدة لقاء ذلك وحكم عليه بغرامة مقدارها سبعون دوكة فرض عليه أن يسددها في خلال يومين فإن لم يفعل ذلك ختنوه واعتبروه تركيا.
وما خلا الخانات التي مرت الإشارة عنها قبلا ، هناك حوانيت كثيرة داخل المدينة وخارجها تباع فيها مختلف أصناف السلع الكبيرة والصغيرة ، الجديدة والقديمة وما سواها (١).
ولدى الأهلين «بورصة» يسمونها «السوق» وتقع في وسط المدينة ، وهي أكبر من بورصة «فرايبرغ» في «بافاريا» تتوفر فيها عدة منعطفات يختص كل منعطف منها بطائفة من أصحاب الحرف والصناعات ، من أمثال العطارين والبزازين وتجار السلع والأقمشة الصوفية الرفيعة وكل أنواع المنسوجات الحريرية والقطنية ، ناهيك عن أصناف غالية من الفراء وعلى الأخص جلود الحيوانات البرية التي توجد وفرة كبيرة منها في هذه البلدان.
وفي المدينة عدد من الجوهريين الذين يبيعون مختلف أنواع المجوهرات والأحجار الكريمة واللآلىء وما عداها. يضاف إلى هذا
__________________
«بومبي» التي غطاها بركان فيزوف عند ثورانه في آب سنة ٧٩ م ترك كتابا عن التاريخ الطبيعي يقع في اثنين وعشرين جزءا تحدث فيه عن الطبيعة والتاريخ وغيرهما.
(١) ذكر المؤلف هذه الأوصاف بألفاظها العربية فقال كبيرQuibir وصغيرSougir وجديدGedith وعتيق Atich.